للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما الفقه فهو فيه عمدة المحققين وأستاذ المصنفين كأنما كان الفقه ميتًا فأحياه ونشره وأقام عماده بعدما أماته الجهل فأقبره.

وكان الإمام الرَّافِعِيُّ مُتضلِّعًا من علوم الشريعة تفسيرًا وحديثًا وأصولًا، مترفعًا على أبناء جنسه في زمانه نقلًا وبحثًا وإرشادًا وتحصيلًا (١).

وقال الإسنوي: صاحب "شرح الوجيز" الذي لم يصنَّف في المذهب مثله.

وكان إمامًا في الفقه، والتفسير، والحديث، والأصول، وغيرها، طاهرَ اللِّسانِ في تصنيفه، كثير الأدب، شديد الاحتراز في المنقولات، ولا يطلق نقلًا عن أحد غالبًا إلَّا إذا رآه في كلامه، فإن لم يقف عليه فيه عبَّر بقوله: وعن فلان كذا، شديد الاحتراز أيضًا في مراتب الترجيح (٢).

وقال ابن قاضي شهبة: صاحب الشرح المشهور كالعلم المنشور وإليه يرجع عامة الفقهاء من أصحابنا في هذه الأعصار في غالب الأقاليم والأمصار، ولقد برز فيه على كثير مِمَّنْ تقدمه وحاز قصب السبق (٣).

وقال القاضي البهنسي: كان أحد أعلام الدنيا الجامعين لأشتات الفضائل، ومِمَّنْ يرجع إليهم في جمِّ المحافل، وكان إمامًا بارعًا في العلوم والمعارف والزهد والكرامات واللطائف (٤).

وقال اليافعيُّ: الإمام الكبير العلَّامة البارع الشهير، الجامع بين العلوم والأعمال الصالحات، والزهد والعبادات، والتصانيف المفيدات النَّفيسات،


(١) "طبقات الشافعية" (٨/ ٢٨٢).
(٢) "طبقات الشافعية" (١/ ٥٧١).
(٣) "طبقات الشافعية" (٢/ ٥٤).
(٤) "الْكَافِي فِي مَعْرِفَةِ عُلَمَاءِ مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ"، بتحقيقي (ترجمة ١٣٤).

<<  <   >  >>