للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كان يعرف بابن البَيِّع.

زعيمٌ عظيمٌ، وقدوةٌ لأهلِ الحديثِ في عصرهِ وبعدهِ، مليءٌ بالعلمِ والدِّيانةِ، كثيرُ الإفادةِ والتصنيفِ.

ويقال: إنَّه شربَ ماء زمزم لتجيء مصنفاته حسنة مهذبة فجاءت كذلك، وأنه تفقه على أبي الوليد، وأبي سهل الصعلوكي، وبالعراق على ابن أبي هريرة، وأملى الحديث بالعراق، وخراسان، وما وراء النهر.

ورأيت في "المنثور في الحكايات" مِنْ جَمْعِ أبي الفضل المقدسي: سألت أبا القاسم سعد بن علي الحافظ عن أربعة من الحفاظ تعاصروا: الدارقطني ببغداد، وعبد الغني بمصر، وأبو عبد الله بن مندة بأصفهان، والحاكم أبو عبد الله بنيسابور، فامتنع من الجواب فألححت عليه فقال: أما الدارقطني فأعلمهم بالعلل، وأما عبد الغني فأعلمهم بالأنساب، وأما ابن مندة فأكثرهم حديثًا مع معرفة تامة، وأما الحاكم فأكثرهم تصنيفًا.

وُلِدَ سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، ومات سنة خمس وأربعمائة (١).

وأحمد (٢) الذي روى عن الحافظ أبي عبد الله مذكور في المجلس الأول: وهو أبو بكر أحمد بن علي بن عبد الله بن عمر بن خلف الأديب الصوفي.

كانَ عارفًا بالأدبِ والحديثِ، سَمَّعه أبوه من مشايخ عصره، ثم عُمِّرَ فروي الكثير، قال أبو الحسن الفارسي: لم أر في المشايخ الذي سمعنا منهم أكثر إتقانًا ولا أضبط في الرواية منه.


(١) انظر "سير أعلام النبلاء" (١٧ / ترجمة ١٠٠).
(٢) انظر "سير أعلام النبلاء" (١٨ / ترجمة ٢٤٢).

<<  <   >  >>