للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾ (١).

وأيضًا الدِّينُ: الطاعة والخضوع، ومنه: ﴿مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ (٢) ويقال منه: دَانَ لَهُ أي: أطاعه.

وأيضًا: الحكم ومنه قوله: ﴿وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ﴾ (٣) أي: حكمه.

وأيضًا: الملك وقد قيل كل منهما في قوله تعالى: ﴿مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ﴾ (٤).

وأيضًا: القهر والغلبة، يقال: دَانَ فلانٌ قومَ كذا دينًا أي: أذلهم وقهرهم.

وأيضًا: الدأب والعادة يقال: ما زال ذلك دينه وهجيراه أي: عادته وعمله المعهود.

وكلٌّ منها محتملٌ في قوله تعالى: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ (٥) وقد قيل بأكثرها، أما الجزاء والحساب وما في معناهما فظاهرة؛ وأما الملَّة فعلى معنى أنه اليوم الذي لا ينفع فيه إلا الدِّين الحق؛ وأما الطَّاعة والخضوع فعلى معنى أن النجاة فيه بالطاعة والعمل الصالح، أو على معنى أنه يطيع فيه كل عاصٍ ويخضع كل عاتٍ؛ وكذلك معنى القهر فإن الكلَّ مقهورون يومئذٍ؛ وأما العادة والعمل المعهود فعلى معنى أنه تجد كل نفس ما عملت من خير محضرًا، وقد ورد أن الرجل يموت على ما عاش


(١) المائدة: ٣.
(٢) العنكبوت: ٦٥.
(٣) النور: ٢.
(٤) يوسف: ٧٦.
(٥) الفاتحة: ٤.

<<  <   >  >>