وما رويته بالسماع وهو مسموعٌ بأعلى من ذلك الإسناد لكنِّي لم أتفرغ للفحص، وتكلَّمت في كلِّ حديثٍ من وجوه وقعت في فصول:
إحداها: ما يتعلق بإسناد الحديث وبعض أحوال رواته.
وثانيها: فيما يتعلق بالعربية.
وثالثها: في الفوائد والمعاني والشواهد والحكايات وما يناسبها من الأشعار.
ورتبتها على نظم كلمات الفاتحة وترتيبها مردفة بالتأمين وهي مع كلمة "آمين" ثلاثون، فاشتمل الحديث الأول على كلمة "الاسم" والثاني على اسم "الله" العظيم والثالث على "الرحمن" وهلم جرًّا إلى آخر الكلمات، وصرفت أكثر العناية في كلِّ مجلسٍ إلى الكلمة التي انتهت النوبة إليها فيما يتعلق بالعربية وبالمعاني وما ينساق إليه الكلام من الآثار والحكايات أدرته على تلك الكلمة حتى قلَّما أخلي عنها الشعرين المنقول والمقول المختوم بهما المجلس إلَّا أن يتفق خلاف ذلك نادرًا؛ فإن وُسِمَتْ هذه المجالس بـ "الأمالي الشارحة لمفردات الفاتحة" كانت سِمَةً صادقة وللحقيقة مطابقة.
ويمكن أن نجمل منهج المصنف في التالي:
١ - يروي الإمام الرافعي حديثًا مسندًا يحتوي على إحدى كلمات الفاتحة.
٢ - ثم يبدأ في الشرح فيبدأ بتخريج الحديث والكلام عليه.
٣ - ثم يبدأ في التعريف برجال الإسناد وذكر طرفٍ من حالهم.
٤ - ثم يقوم بشرح الحديث شرحًا وافيًا مبرزًا المعاني اللغوية وغيرها، وخلاله يقوم بشرح هذه الكلمة المتضمنة عليها الفاتحة.