للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بإثباتِ كلماتٍ تشرحُ بعض أحواله فأقول:

كان له حظٌّ موفورٌ من العربية والتفسير والفقه والفرائض والشّروط والشِّعر والترسُّل وغيرها، وعبارة وكتابة جيدتان، وطبع مستقيم، وقريحة صائبة، وهِمَّةٌ وعِزَّةُ نفسٍ يحفظ بهما علمه وجاهه، ووقعٌ فيما بين الناس، ورأيٌ يستمدُّ منه في المشاورات، وكان يجيد كتابة الوثائق، ويؤدي فيها المعاني الكثيرة في ألفاظٍ مختصرةٍ وقريبةٍ من الأفهام، وعلم الشروط كان (فنه وفن) (١) أبيه، وكان محمودَ الأثرِ فيما يكتبه، وعلى قلمه في شبابه و كهولته اعتماد معارف البلد والقضاة.

ولما انقرض أقرانه في سماع الحديث وغيره وبقي بعدهم سنين صالحة؛ سمع منه البلديون والغرباء وترددوا إليه، وراجعه الخواص والعوام في الفتاوى وغيرها إلا أنه ضَعُفَ في آخر العهد أعوامًا وفترت حواسه فصار لا يخرج من بيته ولا يُنتفع به، وكان قد رُزِقَ كفافًا فقنع به ولم يطمع في غيره، ولم يشرع قطُّ فيما لا يليق بأهل العلم.

فسمع: الإمام أبا بكر ملكداد بن علي وهو آخر من روى عنه، وأبا خليفة الفضل بن إسماعيل بن عبد الجبار بن مالك وأقرانها بقزوين، وأبا مسعود المعروف بكوتاه بأصبهان، وكانت له إجازة الْفُرَاوِيِّ، وأبي نصر الأَرْغَيَانِيِّ، وهبة الله السَّيِّدِيِّ وغيرهم من مشايخ خراسان، وهذه إجازات يعزُّ وجودها اليوم.

وُلِدَ في المحرم سنة عشرين وخمسمائة، ومات آخر يوم من سنة إحدى عشرة وستمائة.

وكان فيما بُلِّغْتُ رطب اللسان بذكر الله تعالى إلى أن بَرَدَ، وقلت فيه: [طويل]


(١) في د: وفق أبيه.

<<  <   >  >>