للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَعَلَى جُنُوبِهِمْ﴾ (١).

وعن محمد بن عَلِيٍّ الْكِتَّانِيِّ أنه قال: لولا أن ذِكْرَهُ فَرْضٌ عَلَيَّ ما ذَكَرْتُهُ إِجْلالًا له، مِثْلِي يَذْكُرُهُ ولم يَغْسِلْ فمه بألف تَوْبَةٍ مُتَقَبَّلَةٍ (٢).

وروي لنا عن أبي الأَسْعَدِ القُشَيْرِيِّ قال: أنبا محمد بن أحمد بن أبي جَعْفَرٍ قال: سَمِعْتُ ابن بَاكُويَه قال: ثَنَا نَصْرُ بن أبي نَصْرٍ، ثَنَا الحسين بن محمد التَّمِيمِيُّ، عن الْفَيْضِ بن إسحاق قال: أَنْشَدَنَا ذو النُّونِ:

[طويل]

رِجَالٌ أَطَاعُوا الله فِي السِّرِّ وَالْجَهْرِ … فَمَا بَاشَرُوا اللَّذَّاتِ حِينًا مِنَ الدَّهْرِ

يُرَاعُون نَجْمَ اللَّيلِ مَا يَرْقُدُونَهُ … بِإِدْمَانِ حِفْظٍ لِلتَّعَبُّدِ فِي الضُّرِّ

أُنَاسٌ عَلَيْهِمْ رَحْمَةُ الله أُنْزِلَتْ … فَظَلَّوا سُكُونًا فِي السُّهُولِ وَفِي القَفْرِ

ومن خصائصِ الذِّكْرِ أنَّ الْمحبَّةَ تدعوا إليه، وأنه يُفْضِي إلى الْمحبَّةِ ويزيد فيها، أما الأول فمن أحبَّ شيئًا أكثر ذكره، وأما الثاني فلأنَّ الذِّكْرَ ينبه على قديم إحسانه وجميل صنعه وامتنانه، ثم على كريم جماله وعظيم جلاله، وذلك يزيد في المحبة ويقطع في المحبة لسان الاعتراض وإن عرض لبعض نعمة إعراض.

وَأُنْشِدُكُمْ لِنَفْسِي:

نَفْسِي فِدًا لَهُمُ خَيَّبُوا أَمْ نَوَّلُوا (٣) … تَحَوَّلُوا عَنْ حَالِهِم أَوْ ثَبَتُوا فَخُوِّلُوا

إِنْ حَرَمُوا فَطَالَمَا بِفَضْلِهِمْ تَطَوَّلُوا … فتحت عيني بهم ما عنهم مُحَوّلُ


(١) آل عمران: ١٩١.
(٢) رواه الخطيب البغدادي في ترجمته في "تاريخ بغداد" (٣/ ٧٥).
(٣) في "البدر المنير": أحبوا أم تولوا.

<<  <   >  >>