للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جالس والناس يقولون له: أعطنا.

فقال لهم: إني كنزت تحت المنبر كنزًا وقد أمرت مالكًا أن يقسمه فيكم فاذهبوا إلى مالك (١).

وعلى مَالِكٍ حَمَلَ حَامِلُونَ ما روى عبد الرَّزَّاقِ، عن سفيان، عن ابن جُرَيْجٍ، عن أبي الزُّبَيْرِ، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "يَضْرِبُ النَّاسُ أَكْبَادَ الإِبِلِ فَلَا يَجِدُونَ عَالِمًا أَعْلَمَ مِنْ عَالِمِ المَدِينَةِ" (٢).

سمع: نافعًا، والزهري، وهشام بن عروة، وغير واحد من التابعين.

وروى عنه: ابن المبارك، وابن مهدي، والقعنبي، ومن لا يحصون.

وقال فيه بعض أهل المدينة: [طويل]

أَلَا إِنَّ فَقْدَ الْعِلْمِ فِي فَقْدِ مَالِكٍ … فَلَا زَالَ فِينَا صَالِحَ الْحَالِ مَالِكُ

يُقِيمُ طَرِيقَ الْحَقِّ وَالْحَقُّ وَاضِحٌ … وَيهْدِي كَمَا تَهْدِي النُّجُومُ الشَّوابِكُ

فَلَوْلَاهُ مَا قَامَتْ حُقُوقٌ كَثِيرَةٌ … وَلَوْلَاهُ لانْسَدَّتْ عَلَيْنَا الْمَسَالِكُ

عَشَوْنَا إِلَيْهِ نَبْتَغِي ضَوْءَ رَأْيِهِ … وَقَدْ لَزِمَ الْغَيَّ اللَّحُوحُ الْمُمَاحِكُ

فَجَاءَ بِرَأْيٍ مِثْلُه يُقْتَدَى بِهِ … كَنَظْمِ جُمَانٍ زَيَّنَتْهُ السَّبَائِكُ

وُلِد مالك سنة ثلاث وتسعين، وقيل: سنة أربع، وقيل: سنة خمس.

وعن الواقدي أنَّ أمه حملت به ثلاث سنين. وتوفي سنة تسع وسبعين ومائة.

ومُصعب: هو مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير


(١) انظر "المجروحين" لابن حبان (ص ٤٣).
(٢) رواه الترمذي (٢٦٨٠) وأحمد (٢/ ٢٩٩)، وابن حبان (٣٧٣٦)، والحاكم (١/ ١٦٨) من طريق ابن عيينة.
قال الترمذي: حديث حسن. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم.

<<  <   >  >>