للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحافظ.

ونشر العلم إملاءً وتذكيرًا وتصنيفًا، واستفاد منه الناس على اختلاف الطبقات.

والحسن بن أحمد (١): هو الحافظ أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد بن القاسم بن جعفر القَاسِمِيُّ السَّمَرَقَنْدِيُّ.

من أئمة الحديث المشار إليهم حفظًا وإتقانًا، ولزومًا لطريقة السلف وقناعة وتركًا للتكلف في الطعام واللباس والفراش.

سمع: أبا العباس جعفر بن محمد المُسْتَغْفِريَّ، ومنصور بن نصر الْكَاغِدِيُّ، وعبد الله بن محمد بن هارون الوَرَّاقُ.

وجمع وكتب وصنف الكثير، ويقال: إنه سمع "صحيح مسلم" على (عبد الغافر) (٢) أكثر من ثلاثين مرة، وأنه صنف كتابًا سماه "بحر الأسانيد" بلغ ثمانمائة جزء بخط دقيق، وأن حجرته كانت مملوءة بالكتب والأجزاء وهو قاعد وسطها ولا يكاد يكنسها لاشتغاله بما هو أهم منه.

يذكر أنه قيل لبعضهم وقد تشعثت لحيته: أما تتعهد لحيتك وتسرحها فقال: إني إذًا لفارغ.

توفي سنة إحدى وتسعين وأربعمائة، ويقال: إنه ولد سنة تسع وأربعمائة.

وَرَأَيْتُ بِخَطِّهِ أنه سمع الأُسْتَاذَ أبَا عثمان الصَّابُونِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ


(١) انظر "سير أعلام النبلاء" (١٩/ ترجمة ١٢٥).
(٢) في س، د: عبد الغفار. وهو خطأ، وهو الشيخ الإمام الثقة المعمر الصالح: عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر بن أحمد بن محمد بن سعيد، أبو الحسين الفارسي ثم النيسابوري. ترجمته في "سير أعلام النبلاء" (١٨/ ١٩). وذكر الذهبي في ترجمة عبد الغافر هذا القول.

<<  <   >  >>