للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأبو بكر البيهقيُّ (١): هو الحافظ أحمد بن الحسين بن علي.

إمامٌ موفقٌ في تصانيفه الكثيرة المفيدة التي أوضحت السُّبُلَ وأبانتِ المناهجَ، وتَتَبَّعَ نصوصَ الشافعيِّ في كتبه القديمة والجديدة فجمع بينها، ونصر مذهبه، وأتي بها لم يأت به من قبل من العلماء جزاه الله أحسن الجزاء.

توفي سنة ثمان وخمسين وأربعمائة.

وأبو نصرٍ القشيريُّ (٢): هو الإمام عبد الرحيم بن الأستاذ أبي القاسم، صاحب الصَّيتِ المنتشر والتَّصانيف الحسان في التفسير والأصول والفقه والتذكير.

ووصفه أبو الحسن الفارسي في "الذيل" فقال: كان أبو نصر أشبه الناس بأبيه خلقًا كأنَّهُ شُقَّ منه شقًّا، ربَّاه أحسن تربية، وَزَقَّهُ (٣) العَرَبِيَّةَ في صِبَاهُ زَقًّا حتي برع فيها وكمل في النظم والنثر وحاز فيها قصب السبق، وكان يبث السحر بأقلامه على الرق، استوفي الحظَّ الأوفي من علمي الأصول والتفسير تَلقِّيًا من والده، وَرُزِقَ سُرعةً في الكتابة حتى كان يكتب في اليوم طاقات بلا مشقة، وَحَصَّلَ أنواعًا من العلوم الدقيقة والحساب الذي يُحتاج إليه في علم الشريعة.

وانتقل بعد وفاة أبيه إلى مجلس إمام الحرمين، وواظب على درسه ليلًا ونهارًا حتى حَصَّلَ طريقته مذهبًا و خلافًا، وكان الإمام يعتدُّ به ويستفرغ أكثر اليوم معه، ويستفيد منه في الفرائض والدور والوصايا، وخرج إلى الحج فعقد له المجلس


(١) انظر "سير أعلام النبلاء" (١٨/ ترجمة ٨٦).
(٢) انظر "التدوين في أخبار قزوين" (٣/ ١٦٩).
(٣) زَقَّه أي: أَطعمه بفِيه. وهو كناية عن شدة حرصه على تعليمه العربية.

<<  <   >  >>