للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شئت الشفاء من مرضك فخذ لا ولا وكله.

فقال ابن سيرين: إنَّما دلك على الزيتون، قال تعالى: ﴿لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ﴾ (النور: ٣٥).

وإذا كنت ترجو الوفاء بوعد الله تعالى وهو مستغنٍ عنك، فبالحري أن تفي بعهده فأنت مفتقرٌ إليه، وإن عَرَضَتْ فَتْرَةٌ في بعض نعمه فعليك أن تلزم الباب مستشعرًا وتثبت وهي بشؤم إعراضٍ منك أو هي بملاطفة من الرب تعالى لئلا تغفل ولا تتكل.

قرأت على والدي أبنا أبو الأسعد القُشَيْريُّ، أبنا أبو سعيد الصَّفَّارُ، عن السُّلميِّ قال: سمعت علي بن عبد الله البصري يقول: سمعت الشِّبْلِيِّ يقول: المعارف تبدو فتطمع ثم تخفى فتؤيس فلا سبيل إلى تحصيلها يعني بِمَرَّةٍ، ولا طريق إلى الهرب منها، فإنها تطمع الآيس، وتؤنس الطامع، وأنشأ يقول: [طويل]

أَظَلَّتْ عَلَيْنَا مِنْكَ يَومًا غَمَامَةٌ … أَضَاءَتْ لَنَا بَرْقًا وَأَبْطَا رَشَاشُهَا

فَلَا غَيْمُهَا يَجْلُو فَيَيْأَسَ طَامِعٌ … وَلَا غَيْثُهَا يَأْتِي فَيَرْوَي عِطَاشُهَا

وقلت في أحوال سانحة نرجو من الله كشفها: [رجز]

حِرْتُ وَلَا حَرَاكَ بِي … وَزَادَنِي بَلَابِلَا

إِنْ كُنْتُ أَدْعُوهُ … فَلَا يُجِيبُنِي يَوْمًا بِلَا

وَالْآنَ أَدْعُو فَأَرَى … إِجَابَتِي بَلَابَلَى

آخر المجلس الثامن والعشرين من أماليه والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليمًا كثيرًا

* * * * *

<<  <   >  >>