للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سَمِعْتُهُ من وائلٍ، أنَّه سمع رسول الله فلما قَرَأَ ﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾ قَالَ: "آمِينَ".

فإن أراد بقوله "وقال سمعته من وائل" حُجْرًا، فهو صريحٌ في أنَّ حُجْرًا سمعه من علقمة عن وائل، وسمعه من وائل أيضًا، ومثل ذلك كثيرًا ما يقع، وأيضًا فالزيادةُ من الثَّقَةِ مقبولةٌ، فليحمل على أنه سمع منهما.

ويجوز أن يكون حُجْرًا أبا الْعَنْبَسِ وابنُ عَنْبَسٍ أيضًا.

ووائل (١) بن حُجْرٍ: هو الكندي الحضرمي يكنى أبا هنيدة من أصحاب رسول الله سكن الكوفة.

روى عنه: ابناه علقمة وعبد الجبار، وكليب بن شهاب، وعبد الرحمن اليحصبي.

وكان من أبناء ملوك اليمن، ويروى أنه قدم المدينة حين بلغه ظهور النَّبِيِّ وترك ملكًا عظيمًا فلقي أصحاب رسول الله قبل أن يلقاه فَقَالُوا: لقد بَشَّرْنَا بك رسول الله قبل أن تُقْدِمَ بثلاثة أيام وقال: "قد أَتَاكُمْ وائل بن حُجْرٍ من بلاد بعيدة من حضرموت" قال وَائِلٌ: ثم لَقِيتُهُ فرحب بي وَأَدْنَي مجلسي وَبَسَطَ لي رَدَاءَهُ وَأَجْلَسَنِي عليه وقال: "هذا وَائِلٌ أَتَاكُمْ من حضرموت طَائِعًا في الإسْلامِ غير مُكْرِهٍ، بقيه أبناء الملوك، بارك الله فيك يا وَائِلُ وفي وَلَدِكَ، وفي قومك وفي ولد وَلَدِكَ" ولما أردت الرجوع إلى قومي كتب لي كِتَابًا وأكرمني (٢).


(١) انظر "معرفة الصحابة" (٥/ ترجمة ٢٩٤١).
(٢) رواه البخاري في "التاريخ الكبير" (٨/ ١٧٥)، والطبراني في "المعجم الكبير" (٢٢/ ٤٦) من طريق محمد بن حجر.

<<  <   >  >>