للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كالختم على الكتاب" (١).

وعن ابن عباس أن النبي قال: "ما حَسَدَتْكُمُ اليهود على شيء ما حَسَدَتْكُمْ على آمين فأكثروا قول آمين" (٢).

وينبغي أن يفصلَ القارئ بين كلمة "آمين" وبين قوله: ﴿وَلَا الضَّالِّينَ﴾ بسكتة لطيفةٍ تمييزًا للقرآن عمَّا ليس منه.

وقوله: "وَمَدَّ بِهَا صَوْتَهُ" يجوز حمله على أنه تكلم بها على لغة المد دون القصر من جهة اللفظ، ولكن ليس المراد ذلك، وإنما المراد أنه رفع بها صوته؛ ولذلك قال أبو عيسى الترمذي عقيب رواية الحديث: هذا حديث حسن، وبه يقول غير واحد من أهل العلم من أصحاب النبي والتابعين ومن بعدهم يرون أن يرفع الرجل صوته بالتأمين ولا يخفيها، وبه يقول الشافعي وأحمد وإسحاق رضوان الله عليهم (٣).

وقد ورد لفظ الرفع في بعض الروايات.

أَخْبَرَنَا والدي أَنَبَا العباس بن محمد، عن محمد بن سعيد، عن أبي إسحاق، أنبا عبد الله بن حامد، أنبا عبدوس بن الحسين، أنبا أبو حاتم الرَّازِيُّ، ثنا ابن كثير، ثنا سُفيان، عن سَلَمَةَ، عن حُجْرٍ أبي الْعَنْبَسِ يعني الْحَضْرَمِيَّ، عن وائل بن حُجْرٍ قال: كان رسول الله إذا قرأ: ﴿وَلَا الضَّالِّينَ﴾ قال: "آمِينَ" ورفع بها صوته.


(١) نقله جماعة من المفسرين في كتبهم، ولم أقف على من خرجه. والله أعلم.
(٢) رواه ابن ماجه (٨٥٧) بإسنادٍ ضعيفٍ. وضعفه الألباني في "ضعيف الجامع" (٥٠٥٣).
(٣) "جامع الترمذي" (٢٤٨).

<<  <   >  >>