للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دَعْوَتُكُمَا﴾ (يونس: ٨٩) وكان أحدهما داعيًا والآخر مُؤَمِّنًا.

وقوله: "فإنه من وَافَقَ تَأْمِينُهُ تأمين الملائكة" قيل: أراد موافقة القول القول، وقد روي في بعض الروايات: "إِذَا أَمَّنَ الإِمَامُ أمَّنَتِ المَلَائِكَةُ فَأَمِّنُوا" (١).

وقيل: المراد الموافقة في صفة الخشية والإخلاص.

وقيل: المراد أن يقصد بالدعاء التأمين عامة المؤمنين كالملائكة.

وقيل: معناه من استجيب له كما يستجاب للملائكة.

ولأهل التفسير في معني "آمِينَ" عبارات (٢):

فعن رسول الله أنه سُئل عن معني "آمِينَ" فقال: "ربِّ افْعل".

وعن ابن عباس وقتادة كذلك يكون. وقيل: آمنا بخير. وقيل: اللهم استجب دعاءنا. وقيل: لا يقدر على ما سألنا أحد سواك.

وعن مجاهد أنَّ "آمِينَ" اسم من أسماء الله ﷿.

وعن عبد الرحمن بن زيد عن أبيه أنه قال: "آمِينَ" كنز من كنوز العرش لا يعلم تأويله أحد إلا الله تعالى.

وبالجملة فكلمة "آمِينَ" قوة للدعاء واستنزال للرحمة.

ومن لطف الله تعالى بعباده أن أذن لهم في الذكر والدعاء واستحب منهم الإلحاح فيه وحثَّهُم عليه، وأكثر لهم البركة في الحاجات التي يكثرون الدعاء لها:

فعن النُّعْمَانِ بن بَشِيرٍ قال: قال رسول الله : "إن الدُّعَاءَ هو العبادة


(١) هو في رواية البخاري (٦٤٠٢) من حديث أبي هريرة ولفظه: "إِذَا أَمَّنَ الْقَارِئُ فَأَمِّنُوا فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تُؤَمِّنُ … ".
(٢) انظر "تفسير البغوي" (١/ ٥٥)، "تفسير ابن كثير" (١/ ١٤٥)، "تفسير القرطبي" (١/ ١٢٨).

<<  <   >  >>