للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بَاتَ يُنَاجِي رَبَّهُ سَاهِرًا … فَقُوبِلَتْ بِالنُّجْحِ حَاجَاتُهُ

يَا رَبِّ مَنْ أَوْبَقَهُ ذَنْبُهُ … فَفِي مُنَاجَاتِكَ مَنْجَاتُهُ

ثم من لُطْفِهِ أن أَذِنَ لَهُمْ في تأكيد الدعاء بـ "آمِينَ" تَارَةٌ ممن يُصْغِي إلى الدعاء، وَأُخْرَى من الداعي إذا ختم الدعاء، وفي الْخَبَرِ: "إذا دعا أحدكم فَلْيَخْتِمْهُ بِآمِينَ فإنه كالطابع على الصحيفة" (١).

وَيُقَالُ: إن "آمِينَ" أَمَانٌ من الرد، وَبَدْرَقَةٌ (٢) للدعاء إلى مَوْقِعِ الاستجابة.

اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا للدعاء الصالح والتَّأْمِينِ، واجعلهما مُؤَدِّيين إلى الْمَقَامِ الأمين، إنك بالإجابة جَدِيرُ قَمِينٌ، ولعمري إن البعيد عن فنائه، الْمُعْرِضَ عن ذِكْرِهِ وَدُعَائِهِ، مُظْلِمُ الأمر، ضَائِعُ الْعُمْرِ، قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا﴾ (٣).

فَلِمِثْلِهِ يُقَالُ إِذَا عَثَرَ: [بسيط]

فَإِنْ تُصِبْكَ مِنَ الْأَيَّامِ جَائِحَةٌ … لَمْ نَبْكِ مِنْكَ عَلَى دُنْيَا وَلَا دِينِ

وَلَا نَقُولُ إِذَا يَوْمًا نُعِيتَ لَنَا … إِلَّا بِآمِينَ رَبَّ الْعَرْشِ آمِينِ

عن ابن الأنباري أنَّ كسرَ النُّونِ للإضافة (٤).

وقيل: كسرُ النُّونِ للقافية.


(١) رواه أبو داود (٩٣٨) بنحوه. وضعفه الألباني في "ضعيف الجامع" (٢١١١).
(٢) البَدْرَقَةُ: الْجَمَاعَةُ الَّتِي تَتَقَدَّمُ الْقَافِلَةَ وَتَكُونُ مَعَهَا تَحْرُسُهَا وَتَمْنَعُهَا الْعَدُوَّ. "المغرب في ترتيب المعرب" للمطرزي: بدرق.
(٣) طه: ١٢٤.
(٤) "الزاهر في معاني كلمات الناس" لابن الأنباري (١/ ٦٣ - ٦٤) والأبيات منسوبة فيه لأبي حُرّة.

<<  <   >  >>