للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(فرق الشيعة الغلاة) (السبئية)

الأولى السبئية: أصحاب عبد الله بن سبأ الذين قالوا: إن عليا هو الإله ولما استشهد الأمير كرم الله تعالى وجهه زعم ابن سبأ أنه لم يمت وأن ابن ملجم (١) إنما قتل شيطانا تصور بصورة عليّ، وأنه مختف في السحاب وأن الرعد صوته، والبرق سوطه، وأنه ينزل إلى الأرض بعد هذا ويملأها عدلا وينتقم من أعدائه. ولهذا أن هذه الفرقة إذا سمعت صوت الرعد قالوا «عليك السلام أيها الأمير». (٢) ولا يخفى أن الأمير لو كان كما زعموا لكان مقتدرا على إهلاك أعدائه بصوت شديد من الرعد وإلقاء الصواعق، فلأي شيء هذا الانتظار، مع وجود الاستطاعة والاقتدار؟ (٣)

[(المفضلية)]

الثانية المفضلية: أصحاب المفضل الصيرفي وقد زادوا على السبئية بقولهم إن نسبة الأمير لله تعالى كنسبة المسيح، فمثله كمثله، فقد وافقوا النصارى في قولهم باتحاد اللاهوت بالناسوت، (٤) وفي زعمهم أن النبوة والرسالة لا تنقطع أبدا، فمن اتحد به اللاهوت فهو نبي، فإن دعا الناس إلى الهدى فهو رسول. ولذا ترى أن كثيرا منهم ادعى النبوة والرسالة. (٥)

[(السريغية)]

الثالثة السريغية: أصحاب السريغ بفتح السين وكسر الراء المهملتين وفي آخره معجمة. ومذهبهم كمذهب المفضلية، إلا أنهم حصروا حلول اللاهوت في الناسوت في خمسة، وهم النبي والعباس وعلي وجعفر وعقيل.

[(البزيعية)]

الرابعة البزيعية: أصحاب بزيع بن يونس (٦) الذي قال بألوهية جعفر الصادق وأنه ظهر في شخص (٧) وإلا فهو في الحقيقة منزه عنه، وقالوا: إن الأئمة الآخرين لم يكونوا آلهة ولكن أوحي إليهم، وأثبتوا لهم المعراج. (٨)

[(السبئية)]

الخامسة الكاملية: أصحاب أبي كامل، وهم يقولون إن الأرواح تتناسخ وتنتقل من بدن إلى بدن بعد خراب البدن الأول، وأن روح الله تعالى كانت في آدم ثم في شيث ثم صارت إلى الأنبياء. وهؤلاء القوم يكفرون جميع الصحابة بتركهم البيعة لعلي، ويكفرون عليا أيضا بتركه طلب حقه. (٩)

[(المغيرية)]

السادسة المغيرية: أصحاب المغيرة بن سعد العجلي، (١٠) زعموا أن الله تعالى جسم،


(١) عبد الرحمن بن ملجم المرادي قال عنه الذهبي: «ذاك المغتر الخارجي ليس بأهل أن يروى عنه وما أظن له رواية كان عبادا قانتا لله لكنه ختم له بشر فقتل أمير المؤمنين عليا - رضي الله عنه - متقربا إلى الله بدمه بزعمه فقطعت أربعته ولسانه وسملت عيناه ثم أحرق نسأل الله العفو والعافية». ميزان الاعتدال: ٤/ ٣٢٠؛ لسان الميزان: ٣/ ٤٣٩.
(٢) الفرق بين الفرق: ص ٢٢٤.
(٣) ينظر الملل والنحل: ١/ ١٧٤؛ منهاج السنة النبوية: ٣/ ٤٥٩.
(٤) اللاهوت عند النصارى إشارة إلى الله تعالى، والناسوت إشارة إلى بشرية المسيح - عليه السلام -، وقالوا باتحاد اللاهوت بالناسوت، واختلفوا في الكيفية. الفصل: ٢/ ١٤؛ الملل والنحل: ١/ ٢٢٠.
(٥) ينظر: الفرق بين الفرق: ص٢٣٦؛ الملل والنحل: ١/ ١٨١.
(٦) ذكره الأشعري باسم بزيغ بن موسى، وذكره ابن حزم. مقالات الإسلاميين: ص ١٢؛ الفصل: ٤/ ١٤٢؛ الملل والنحل: ١/ ١٨٠
(٧) يبدو أن العبارة ناقصة، ويعنون أن الصادق منزه عن الرؤية وأنه غير الذي يرون!
(٨) مقالات الإسلاميين: ١/ ١٢؛ الفرق بين الفرق: ص ١٢؛ الملل والنحل: ١/ ١٨٠.
(٩) اعتقادات فرق المسلمين: ص ٦٠؛ الفرق بين الفرق: ص ٣٠٨؛ الملل والنحل: ١/ ١٧٤.
(١٠) هو مغيرة بن سعيد الكوفي، قال يحيى: «كان رجلا كذابا»، وقال السدي: «قتل على ادعاء النبوة»، وقال ابن حبان: «كان من حمقى الروافض يضع الحديث»، وقال الخطيب: «كان غاليا في الرفض وله طائفة تنسب إليه»، قتل سنة ١١٩هـ. ابن حبان، المجروحين: ٣/ ٧؛ ابن الجوزي، ديوان الضعفاء والمتروكين: ٣/ ١٣٤.