للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

خاتمة: حملة رسالة الإسلام الأولون وما كانوا عليه من المحبة والتعاون على الحق والخير وكيف شوه المغرضون جمال سيرتهم

روى الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه (ك ٦٢ ب ١) عن عمران بن حصين رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم (قال عمران بن حصين: فلا أدرى أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثا، (١) ثم إن بعدكم قوما يشهدون ولا يستشهدون، ويخونون ولا يؤتمنون، وينذرون ولا يفون، ويظهر فيهم السمن».

وروى البخاري مثله بعده عن عبد الله بن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. وحديث هذا عند الإمام أحمد أيضا في مسنده، وفي صحيح مسلم، وفي سنن الترمذي. وروى مسلم مثله في صحيحه عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها.


(١) وتحديد ذلك إلى نهاية الدولة الأموية. وقد يلتحق به زمن الخلفاء الأولين من بني العباس. قال الحافظ ابن حجر في تفسير هذا الحديث من (فتح الباري) ج ٧ ص ٤: «اتفقوا أن آخر من كان من اتباع التابعين - من يقبل قوله - من عاش إلى حدود سنة ٢٢٠. وفي هذا الوقت ظهرت البدع ظهورا فاشيا، وأطلقت المعتزلة ألسنتها، ورفعت الفلاسفة رءوسها، وأمتحن أهل العلم ليقولوا بخلق القرآن. وتغيرت الأحوال تغيرا شديدا، ولم يزل الأمر في نقص إلى الآن (أي إلى زمن الحافظ ابن حجر ٧٧٣ - ٨٥٢) وظهر قوله - صلى الله عليه وسلم - «ثم يفشو الكذب» ظهورا بينا حتى يشمل الأقوال والأفعال والمعتقدات.