(٢) قال الآلوسي: «كانت جماعة من كبار الصحابة كطلحة والزبير بن العوام ونعمان بن بشير ومحمود بن مسلمة وكعب بن عجرة وغيرهم يتلّهفون على عثمان، ويقولون أنه كان على الحق، ومقاتلوه على الباطل وأنه قتل مظلوما، وسمع ذلك قتلة عثمان فغاضبوا وأرادوا بهم كيدا، فلما أحسوا بذلك هرب كل منهم إلى ناحية، فهرب طلحة والزبير إلى مكة، فلما قدما إليها وجدا فيها أم المؤمنين، وكانت حاجة في السنة التي قتل فيها عثمان، فقالت: ما ورائكما؟ فقالا: إنا تحملّنا هربا من المدينة من غوغاء الأعراب، ثم قالا مع جمع آخر لها عسى أن تخرجي رجاء أن يرجع الناس إلى أمّهم وهي تمتنع عليهم ويحتجون عليها بقوله تعالى:] لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ [[النساء: ١١٤]، فأجابتهم عائشة». السيوف المشرقة: ١١٤/ب. وينظر تاريخ الطبري: ٣/ ٧؛ المنتظم لابن الجوزي: ٥/ ٨٠؛ الكامل لابن الأثير: ٣/ ١٠١. (٣) ثبت تاريخيا أن الصلح قد حصل بين الفريقين، فقد أرسل علي - رضي الله عنه - القعقاع بن عمرو إلى معسكر عائشة ونجح القعقاع في إقناع طلحة والزبير وأم المؤمنين عائشة y بأن الاقتصاص من قتلة عثمان لا يكون إلا بعد أن تستتب الأمور وتسكن الفتنة، فقالوا له: أصبت وأحسنت، واصطلح الفريقان على ذلك، ولكن قتلة عثمان وعلى رأسهم عبد الله بن سبأ اليهودي لم يرق لهم هذا الأمر وخشوا أن يفضحوا فأحدثوا فتنة عظيمة بين الفريقين، كانت النتيجة حصول المعركة والقتال بين الطرفين، ومع ذلك لم يكن أيٌّ من الطرفين راغبا في القتال، ولكن بسبب أهل البغي والفتنة حدث هذا القتال الذي لم يستمر طويلا، رغم المبالغات التاريخية التي وردت في وصفه. ينظر: تاريخ الطبري: ٣/ ٢٩؛ المنتظم لابن الجوزي: ٥/ ٨٥. (٤) تاريخ الطبري: ٣/ ٣٩؛ ابن الأثير، الكامل: ٣/ ١٣٠. (٥) ذكر الرواية الطبري ٣/ ٥٥ دون قولها: ما أردت إلا الإصلاح. (٦) في المطبوع سنية (٧) تاريخ الطبري: ٣/ ٥٥؛ الكامل في التاريخ: ٣/ ١٤١؛ البداية والنهاية: ٧/ ٢٤٥ .. (٨) تاريخ الطبري: ٣/ ٥٣؛ الكامل في التاريخ: ٣/ ١٤٤.