للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن هذيانتهم أنهم يقولون: المراد من دابة الأرض في القرآن أمير المؤمنين، وقد فسر الكليني بذلك قوله تعالى {وإذا وقع القول عليهم اخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون}. ويزعم أنه روى ذلك عن أبي جعفر عن أمير المؤمنين أنه قال «أنا الدابة التي تكلم الناس» (١) مع أن الدابة حسبما تدل عليه الآية ستخرج قبل قيام الساعة، (٢) ورجعة الأمير التي يزعمونها في عهد الإمام المهدي، وبينه وبين قيام الساعة أمد بعيد وزمان مديد، (٣) وبالله تعالى العجب، وما أجرأ هؤلاء الكفرة على سوء الأدب! (٤)

[(في مشابهتهم لليهود والنصارى)]

ولنذكر لك ههنا فائدة تتعلق بحالهم وتزيد بصيرة في ضلالهم.

إن مذهب الشيعة له مشابهة تامة ومناسبة عامة مع فرق الكفرة والفسقة الفجرة؛ أعني اليهود والنصارى والصابئين والمجوس والمشركين.

[(مشابهتهم لليهود)]

أما مشابهتهم لليهود فلأن اليهود قالت: لا تصلح الإمامة إلا لرجل من آل داود عليه السلام، وقالت الرافضة: لا تصلح الإمامة إلا لردل من ولد علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -. (٥) وقالت اليهود: لا جهاد في سبيل الله حتى يخرج المسيح الدجال وينزل بسبب من السماء، وقالت الرافضة: لا جهاد في سبيل الله حتى يخرج المهدي وينادي مناد من السماء. (٦) واليهود تؤخر صلاة المغرب حتى تشتبك النجوم، وكذلك الرافضة يؤخرونها. (٧) واليهود تنود في الصلاة، وكذلك الرافضة. (٨) واليهود لا ترى على النساء عدة، وكذلك الرافضة. (٩) واليهود حرفوا التوراة، وكذلك الرافضة حرفوا القرآن. (١٠) واليهود يبغضون


(١) الكافي: ١/ ١٩٧؛ تفسير القمي: ٢/ ١٣٠؛ الصفار، بصائر الدرجات: ص ١٩٩.
(٢) أخرج مسلم عن عبد الله بن عمرو قال: «حفظت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثا لم أنسه بعد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة على الناس ضحى وأيهما ما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها قريبا»
(٣) أي وفق قول الإمامية فيلزم التناقض
(٤) سوء الأدب مع أئمتهم ومع غيرهم.
(٥) الأخبار عندهم كثيرة منها ما رواه ابن بابويه في باب (أن الله عز وجل خص آل محمد بالإمامة دون غيرهم) عن الصادق عن أبيه قال: «قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من أراد أن يحيى حياتي، ويموت ميتتي ويدخل جنة عدن غرسها بيد ربي، فليتول عليا - عليه السلام - وليعاد عدوه، وليأتم بالأوصياء من بعده، أعطاهم الله علمي وفهمي، وهم عترتي من لحمي ودمي ... ». الإمامة والتبصرة: ص ٤٣؛ ورواه أيضا الكليني، الكافي: ١/ ٢٠٩؛ المجلسي، بحار الأنوار: ٢٣/ ١٣٨.
(٦) تقدم
(٧) وردت روايات عندهم بالنهي عن الصلاة عند تشابك النجوم، وورد عكسها، وحسب قاعدة مخالفة أهل السنة ردوا روايات صحيحة، وأخذوا بروايات تشابك النجوم. روى الطوسي عن جارود قال: «قال لي أبو عبد الله (- عليه السلام -): يا جارود، يُنصحون فلا يقبلون، وإذا سمعوا بشيء نادوا به، أو حُدّثوا بشيء أذاعوه، قلت لهم: مسّوا بالمغرب قليلا فتركوها حتى اشتبكت النجوم، فأنا الآن أصلّيها إذا سقط القرص». تهذيب الأحكام: ٢/ ٣٢؛ وسائل الشيعة: ٤/ ١٧٧. وفي رواية أخرى يشير الصادق إلى أن الإمامية قلدوا الخطابية في تأخير المغرب؛ روى الطوسي عن أبي أسامة الشحام قال: «قال رجل لأبي عبد الله - عليه السلام - أؤخر المغرب حتى تستبين النجوم؟ قال: فقال: أخطابيةٌ؟ إن جبرائيل - عليه السلام - نزل بها على محمد حين سقط القرص». تهذيب الأحكام: ٢/ ٢٨؛ رجال الكشي: ص ٢٩٠؛ ابن بابويه، علل الشرائع: ٢/ ٣٥٠؛ وسائل الشيعة: ٤/ ١٩١. وروايات تشابك النجوم في: تهذيب الأحكام: ٢/ ٣٠؛ العاملي، وسائل الشيعة: ٤/ ١٩٦.
(٨) خاصة عند التسليم، حيث يرفعون اليدين ثلاث مرات وينزلونها قبل التسليم.
(٩) فالمرأة التي لم تبلغ التسع سنوات لا عدة لها إن طلقها زوجها ولو دخل بها على مذهب الإمامية. إصباح الشيعة: ص ٤٥٢.
(١٠) تقدم