(٢) بل إن النصوص المأثورة عن علمائهم ودعاتهم، والروايات التي اخترعوها وأثبتوها في كتبهم، تدل على أنهم ينفون صحة كتاب الله تعالى، فلم يبق لهم إلا نهج البلاغة الذي ألفه لهم الشريف الرضي وأعانه عليه أخوه المرتضى، وطريقتهما في تأليفه أن يعمدا إلى الخطبة القصيرة المأثورة عن أمير المؤمنين فيزيدان عليها من هوى الشيعة ما تواتيهما عليه القريحة من ذم إخوانه الصحابة أو غير ذلك من أهوائهم. وإن الصحيح من كلام أمير المؤمنين في نهج البلاغة قد يبلغ عشره أو نصف عشره، والباقي من كلام الرضي والمرتضى (٣) نهج البلاغة (بشرح ابن أبي الحديد): ١٦/ ١٤٥. (٤) معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية، من مسلمة الفتح، وأحد من كتب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - الوحي، ولاه عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - على الشام سنة ١٩هـ، وأقره عثمان - رضي الله عنه - عليه، بويع له بالخلافة سنة ٤١هـ في عام الجماعة، توفي سنة ٦٠هـ. الاستيعاب: ٣/ ١٤١٨؛ الإصابة: ٦/ ١٥١.