[بيان شجرتي التوحيد والإشراك]
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [السنة شجرة، والشهور فروعها، والأيام أغصانها، والساعات أوراقها، والأنفاس ثمرها].
إن السنة عبارة عن شجرة، والشهور فروع هذه الشجرة، والأيام عبارة عن الأغصان الخارجة من الفروع، والساعات عبارة عن الأوراق المتصلة بالأغصان، والأنفاس عبارة عن الثمر.
قال: [فمن كانت أنفاسه في طاعة فثمرة شجرته طيبة].
من يزرع خيراً فلابد أن يحصد خيراً.
قال: [ومن كانت في معصية فثمرته حنظل، وإنما يكون الجذاذ يوم المعاد] أي: الحصاد.
[فعند الجذاذ يتبين حلو الثمار من مرها] وكما قيل: ستعلمي إذا انجلى الغبار أفرس تحتك أم حمار وعند السفر ستظهر السيارة التي معك جيدة أو سيئة.
قال: [والإخلاص والتوحيد شجرة في القلب فروعها الأعمال، وثمرها طيب الحياة في الدنيا والنعيم المقيم في الآخرة، وكما أن ثمار الجنة لا مقطوعة ولا ممنوعة، فثمرة التوحيد والإخلاص في الدنيا لا مقطوعة ولا ممنوعة كذلك].
عندما تقطع الثمرة في الجنة تطلع مكانها أخرى، وليس هناك شيء اسمه فاكهة الصيف ولا فاكهة الشتاء، وإنما كل الفواكه في الجنة موجودة، هذا معنى لا مقطوعة ولا ممنوعة، كذلك ثمرة التوحيد والإخلاص، فإن ثمرته مستمرة دائماً لا مقطوعة ولا ممنوعة.
[والشرك والكذب والرياء شجرة في القلب، ثمرها في الدنيا الخوف والهم والغم وضيق الصدر وظلمة القلب، وثمرها في الآخرة الزقوم والعذاب المقيم، وقد ذكر الله هاتين الشجرتين في سورة إبراهيم].
قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا} [إبراهيم:٢٤ - ٢٥].
وضرب مثلاً للكلمة الخبيثة، فقال: {وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ} [إبراهيم:٢٦]، ثم بعد ذلك يقول: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} [إبراهيم:٢٧].
اللهم اجعلنا من أهل الشجرة الطيبة يا أكرم الأكرمين!