[مضيعة السالكين إلى الله في الجهل بالطريق وآفاتها]
[إذا عزم العبد على السفر إلى الله تعالى عرضت له الخوادع والقواطع، فينخدع أولاً بالشهوات والرئاسات والملاذ والمناكح والملابس فإن وقف معها انقطع].
فرجل الأعمال وصاحب الأموال منخدع بمثل هذه الأشياء، ونحن مثل النحلة من الصباح حتى المساء وعندما يموت أحدنا إلى أين يذهب؟ ومن أين يحضر حسنات: من مال جمعه، أو من درس حضره؟ فلو أنه كان يحضر المال وينفقه في سبيل الله لكان أفضل له، إذ إن المال له طغيان ويميل بالناس عن الحق، ولا يوجد مال يسعد أصحابه، ولو كان المال يسعد أصحابه لكان مال الخليج قد أسعد أهل الخليج أولاً.
قال الشاعر: ولست أرى السعادة جمع مال ولكن التقي هو السعيد نعم، السعيد الذي هو راضٍ عن الله والله راض عنه، اللهم اجعلنا من هؤلاء السعداء يا رب العالمين! قال:[وإن رفض هذه القواطع والموانع ولم يقف معها وصدق في طلبه، ابتلي بوطء عقبه، وتقبيل يده والتوسعة له في المجلس والإشارة إليه بالدعاء، ورجاء بركته ونحو ذلك].
عندما يترك القواطع وتمشي في طريق الله يبتلي بالاحترام والتقدير والشهرة والتبرك به، فإن وقف مع هذه الأشياء كلها انقطع عن الله والعياذ بالله، فلابد أن يكون كل شيء يريده مبتغاه الله عز وجل.