يقول ابن القيم:(من فقد أنسه بالله بين الناس ووجده في الوحدة فهو صادق).
وصاحب هذه الحال أحد السبعة الذي يظلهم الله في ظلة يوم لا ظل إلا ظله ففي الحديث:(ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه).
فهذا الرجل قعد وحده فبكى، فذلك دليل على أن قلبه معمر بذكر الله، اللهم عمر قلوبنا بذكرك يا رب.
قال:(ومن وجده بين الناس وفقده في الخلوة فهو معلول) أي: مريض.
يقول: إن وجدت أنسك بالله مع الناس وفقدته وأنت منفرد فأنت مريض؛ لأنك في المسجد تصلي بهدوء، وفي البيت تنقر الصلاة، وأمام الناس أنت رجل طيب وصالح، ومع أهل البيت رجل آخر، إذاً: فهذا شخص نستطيع أن نقول عنه: منافق؛ لأنه يظهر للناس بوجه ويكون مع الله بوجه آخر.
قال:(ومن فقده بين الناس وفي الخلوة فهو ميت مطرود، ومن وجده في الخلوة وفي الناس فهو المحب الصادق).
فالمحب الصادق هو الذي يجد الأنس مع الله، سواء أكان في جماعة أم كان وحده في الليل والنهار، فالله عز وجل جعل هذا الإنسان محباً صادقاً، كما قالت رابعة: فليتك تحلو والحياة مريرة وليتك ترضى والأنام غضاب وليت الذي بيني وبينك عامر وبيني بين العالمين خراب إذا صح منك الود فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب