للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[عمل المعروف ابتغاء وجه الله]

أولاً: أن المعروف الذي أعمله في الناس ويرد علي بخير أو شر كله عندي سواء؛ لأنا قلنا: لو عملت المعروف ورددت عليَّ بشرٍّ فغضبت منك، فالمعروف إذاً ليس لوجه الله، وإنما للناس، لكن لو كان لله فأنا لا أفكر في أن يرد علي بخير أو شر؛ لأنني عملته أصلاً لله.

وبعض النساء تقول: هذه الشغالة قد عملتُ لها وعملتُ، فنقول: سبحان الله! إذا كنت عملت لها أمراًَ ما فهل هذا العمل لله أم لغيره؟ الظاهر: أن عملها ليس لله، بدليل: أن الشغالة لو مشت فتلك الزيادة التي كنت تعطينها سوف تقطعينها عنها، لأنها لم تكن لله أولاً، ومن الأفضل ألا أعطي مال الزكاة للسواق الذي معي أو الموظف الذي عندي، حتى لا آخذ مقابل الزكاة منفعة، فمثلاً: الموظف مرتبه مائة جنيه، ومال الزكاة خمسون جنيهاً أعطيتها له فوق مرتبه، فبعدما كان يعمل لي كذا سيعمل كذا وكذا! فبدل ما كان يحمل الشنطة من على الباب سوف يجري ويأتي بها من فوق.

إذاً: فالمسلم يراعي هذه المسائل، وهذا من دلائل المحبة، فلا يغضب أحد إذا رد عليه بسوء.

وهناك من يقول لك: نعمل الخير ونلاقي الشر، وكل الناس تقول لك: الأقارب مثل العقارب، وتدري أن المصائب إنما تأتي من قبل الأقارب، ونحن كلنا لنا أقارب، فهل كلنا نأتي بالسوء لبعض؟ وإذا أشرت إليك وقلت: إنك مخطئ، فإن أصابعي الثلاث تشير إلي وتقول: إنك أكثر خطأ.

إذاً: فمن مؤشرات المحبة: ألا يغضب المكلف عندما يفعل معروفاً مع أحد، ويرد عليه بالسوء.

<<  <  ج: ص:  >  >>