بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد: فنسأل الله عز وجل أن يجعل هذه الجلسة خالصة لوجهه الكريم، وأن يجعل جمعنا هذا جمعاً مرحوماً، وتفرقنا من بعده تفرقاً معصوماً، وألا يجعل بيننا شقياً ولا محروماً.
اللهم تب على كل عاص، واهد كل ضال، واشف كل مريض، وارحم كل ميت، واشرح صدر كل ذي صدر ضيق.
اللهم اغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين، واجعل -اللهم- خير أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم نلقاك.
اللهم اطرد عن بيوتنا وذرياتنا شياطين الإنس والجن، واجعل بيوتنا ذاكرة لك آناء الليل وأطراف النهار، وأكرمنا بالإيمان يا أرحم الرحمين.
اللهم كما رزقتنا الإسلام من غير أن نسألك ارزقنا الجنة ونحن نسألك، اللهم أدخلنا الجنة دون سابقة عذاب.
ما زلنا مع ابن قيم الجوزية رضوان الله عليه تلميذ شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه العظيم الذي كله فوائد، وهو كتاب الفوائد، ولعل هذا الكتاب بفضل الله عز وجل قد شرح الله به صدوراً كثيرة، وأضاء لنا علامات على طريق الهداية لعلها تكون معالم بداية في السير إلى الله عز وجل.
ولعلنا نقول: إن كتاب الفوائد يتحدث -علاوة على مسألة العقيدة- عن صلاح القلوب، فالذي يلاحظ كلمات ابن قيم الجوزية رضوان الله عليه وجزاه الله عن الإسلام خيراً، يجد أنه يركز على مسألة صلاح القلوب؛ لأن القلب إذا صلح صلح الجسد، فهو كالسلطان الذي تصلح الرعية بصلاحه وتفسد بفساده:(ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب).