للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[اكتساب العبد المال وضرر ذلك ونفعه]

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [الدراهم أربعة: درهم اكتسب بطاعة الله، وأخرج في حق الله فذاك خير الدراهم].

أي: أصله آت من حلال وصرف في حلال، فهذا أحسن المال.

قال: [ودرهم اكتسب بمعصية الله وأخرج في معصية الله فذاك شر الدراهم] وشتان بين الصورتين.

قال: [ودرهم اكتسب بأذى مسلم وأخرج في أذى مسلم فهو كذلك] أي: جاء له من رشوة وضيعه على رقاصة، والعياذ بالله، فكم من أناس يصرفون الآلاف في الكازينوهات بالليل، من أين أتوا بها؟ اختلسوا هذه الأموال بالرشاوي التي أخذوها من بيت المال وضيعوها، فهم يصرفونها هكذا.

قال: [ودرهم اكتسب بمباح وأنفق في شهوة مباحة].

أي: أتى من شيء مباح ولم ينفقه لا في حلال ولا في حرام، ولكن أنفقه في شهوة أكل وشرب ومن هذا القبيل.

قال: [فذاك لا له ولا عليه، هذه أصول الدراهم.

ويتفرع عليها دراهم أخر: منها درهم اكتسب بحق وأنفق في باطل].

أي: اكتسبها بعرق جبينه ويتعاطى بها سجائر.

قال: [ودرهم اكتسب لباطل وأنفق في حق فإنفاقه كفارته].

كشخص أعطاك أموالاً رابحة من بنوك ربوية فأخذتها وأنفقتها في أعمال الخير، فإنفاقك هذا كفارة لما أخذته.

قال: [ودرهم اكتسب من شبهة فكفارته أن ينفق في طاعة، وكما يتعلق الثواب والعقاب والمدح والذم بإخراج الدرهم، فكذلك يتعلق باكتسابه، وكذلك يسأل عن مستخرجه ومصروفه من أين اكتسبه وفيما أنفقه].

قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به).

<<  <  ج: ص:  >  >>