للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الرد على أحد المفتين في القنوات الفضائية]

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبعد: في برنامج (عم يتساءلون) على قناة دريم الفضائية قال المذيع للشيخ صفوت حجازي: هل يجوز للمرأة أن تقرأ القرآن وهي لابسة المايو؟ فرد عليه الشيخ: يجوز ذلك، ولا يوجد نص يحرم ذلك إذا كانت وحيدة في البيت.

وهذا من توسيد الأمر إلى غير أهله، وقد نطق الرويبضة كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام، وإذا فقد العالم الأصول الفقهية ومنهج السلف ضل، وهذه الفتوى ليست الأولى من نوعها، ففي البرنامج نفسه سئل الشيخ عن رجل عقد على امرأة عقد زواج ثم دخل بها دون أن يشهر البنا؟ فقال: هو زنا، فرد المذيع: كيف يكون زنا؟ وهذا الأمر إن دل على شيء فإنما يدل على أن من يستضيفونهم على القنوات الفضائية ليسوا أهل الثقة، وليسوا أهل الخبرة والعلم، وإنما الذي له واسطة ومحسوبية وطريق يستطيع أن يصل منها، والمذيع المقدم أعرفه، فهو ابن للعمدة في بلدنا، واسمه أحمد حسن عبدون، وقد اتصلت بوالده فقال: ابني رد على الشيخ الذي قال هذه الفتاوى.

فقلت: كفاهم أن ينشروا الجهل على الناس، وهذه القناة يشاهدها الملايين، وهم ينشرون هذا الجهل على الأمة ولا يخجلون منه، وقد اتصل بهم حتى العوام، وقالت امرأة متصلة: كيف يليق بمن يقرأ القرآن وتنزل عليه الملائكة بسكينة ووقار أن يلبس المايو عند قراءة القرآن، أما يستحي من الملائكة؟ نسأل الله العافية.

وأنا لا أتعرض لمن أفتى بهذه الفتوى ولا للذي أظهرهم، فالأمور يعرفها الجميع.

وبعض العلماء يدخلون المسرح ويلقون محاضرة للممثلات، وقد رأيت أحدهم عن طريق (سيدي) جالساً يحاضر، وكل الحاضرات متبرجات بدون استثناء، بل إن إحداهن تضع قدماً على أخرى والشيخ يحاضرها، فليستحي من نفسه! ومن الله عز وجل.

ونحن نسمع الكثير والكثير عن هؤلاء، وعن لزوم الدعوة، وغيرها من المصطلحات، فينبغي للعلماء أن لا تجرهم هذه الشهرة ولا يجرون خلفها، والذين يجرون خلف ذلك بضاعتهم مزجاة ورديئة، كما أنها ظاهرة مؤقتة، كما يخرج علينا بين حين وآخر مطرب ثم يختفي، وكذلك هؤلاء أيضاً ظواهر ستختفي، فالعالم هو الذي يملك الأصول ويتحدث من أمهات الكتب، ويؤصل، وليس عنده عبرة بعدد ولا بشعبية ولا بجماهيرية، وإنما يسير على بصيرة، هذا هو العالم.

وهناك شبهة لهذا الذي يتكلم، فهو يقول: إن لم أدع أنا هؤلاء الناس فمن يدعوهم؟ ومعنى ذلك عنده أن الغاية تبرر الوسيلة، فوسيلة الدعوة لا بد أن تكون شرعية، والمنكر إما أن تزول أنت عنه وإما أن يزول هو، فاجعل بينك وبينهن ستارة مثلاً، وأما متبرجة وبدون ستارة فلا، ونعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

وبعض الناس يدافع عن هذا باستماتة، وهؤلاء الحقيقة بضاعتهم مزجاة.

نسأل الله لنا ولهم العافية.

<<  <  ج: ص:  >  >>