[باب الخصر في الصلاة]
قال البخاري في الباب السابع عشر: [باب الخصر في الصلاة].
أي: وضع اليدين على الخصر، وفيه كبر، وهي وقفة المتكبر.
لماذا نهي عن الخصر في الصلاة؟ أقوال: منهم من قال: إن هذه وقفة اليهود، والنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن التشبه بهم.
ومنهم من قال: لأنها وقفة المتكبرين.
ومنهم من قال: لأنها راحة أهل النار.
أي: أن أهل النار حينما يستريحون يتخصرون.
ومنهم من قال: إن إبليس لما هبط من الجنة إلى الأرض هبط متخصراً.
قال: [حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد عن أيوب عن محمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (نهي عن الخصر في الصلاة)].
(نهي) من صيغ التحريم، والتحريم له صيغ في أصول الفقه: لفظ: (حرمت)، لفظ: (لا يحل) لفظ النهي، والنهي أصله يفيد التحريم إلا إذا صرفه صارف.
النهي هنا: (نهي عن الخصر في الصلاة)، ثم جاء بحديث: (نهي أن يصلي الرجل مختصراً)، يعني: واضعاً يده على خاصرته.
أراد البخاري رحمه الله بهذا الباب أن يبين ما لا يجوز من العمل في الصلاة، أي: أنه أشار إلى جواز رد السلام ثم أورد باب: النهي عن الخصر في الصلاة؛ ليبين أنه ليست كل الأعمال جائزة في الصلاة.
كتاب العمل في الصلاة احتوى على (١٨) باباً، وكل باب له فقه، وكل باب له أحاديث وفوائد.
والحقيقة أن من ليس عنده فتح الباري شرح صحيح البخاري فقد حرم نفسه من علم كثير.
دعك من كتب الحواشي والرسائل وتعالى إلى الأمهات! الشوكاني عالم يمني عرف لهذا الكتاب قدره، لما قيل له: اشرح البخاري، قال: لا هجرة بعد الفتح، معرضاً بفتح الباري.
وابن حجر ظل يشرح في الصحيح ربع قرن هنا في مصر، ولما أكمل الشرح أعد وليمة استضاف فيها الأمراء والعلماء ابتهاجاً بإكمال شرح الصحيح، ونحن لا نجيد أن نقرأ ما كتب؟ يعني لا نكتب بل لا نقرأ ما كتب!!