للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب ما يجوز من العمل في الصلاة]

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبعد: يقول البخاري رحمه الله: [باب ما يجوز من العمل في الصلاة].

[حدثنا محمود بن غيلان حدثنا شبابة حدثنا شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم].

في الحقيقة أن أخاً فاضلاً دفع إلي بالترجمة لرجال السند، وكنت أود أن يكون موجوداً، فأنا أريد ترجمة مختصرة، حتى لا يرهق نفسه ولا نرهق الحضور بقراءة هذه الترجمة، ترجمة يكون فيها: اسم الراوي، ودرجته، جرحه وتعديله، وتاريخ الوفاة.

يعني: محمود بن غيلان: شيخ البخاري، من طبقة كبار تبع الأتباع، نسبه إلى العدوي، كنيته: أبو أحمد، بلد الإقامة: بغداد، تاريخ الوفاة: (٣٢٩هـ)، قال عنه أبو حاتم الرازي والنسائي: ثقة، وابن حبان ذكره في الثقات.

هذا هي الترجمة لشيخ البخاري.

والحقيقة أن الأخ قام بجهد مشكور جزاه الله خيراً، أسماء الشيوخ، وأسماء التلاميذ لا داعي لها، وإنما الاسم والكنية وتاريخ الوفاة، ودرجة الجرح والتعديل فقط.

قال: عن أبي هريرة رضي الله عنه: (عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى صلاة فقال: إن الشيطان عرض لي) أي: أن الشيطان تعرض للنبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي (فشد علي ليقطع الصلاة) أي: مر بين يديه ليقطع الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام (فأمكنني الله منه فذعته -فذعته: أي فخنقته- ولقد هممت أن أوثقه إلى سارية المسجد -أي: أن أربطه إليها- حتى تصبحوا فتنظروا إليه، فذكرت قول سليمان عليه السلام: {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [ص:٣٥] فرده الله خاسئاً)].

والمعنى: أن النبي عليه الصلاة والسلام حينما كان يصلي تعرض له الشيطان، وفي رواية: (تعرض له بشعلة من نار) والبخاري أورد هذا الحديث في كتاب الصلاة في أكثر من باب، منها: باب ربط الأسير بالمسجد.

هل يجوز أن تربط الأسير الكافر داخل المسجد؟ نعم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم هم أن يربط الشيطان، وربط صلى الله عليه وسلم أسيراً من المشركين اسمه ثمامة بن أثال.

فأسلم.

وفي الحديث: بيان جواز دخول المشرك المسجد إلا المسجد الحرام؛ لأنه ربط في المسجد النبوي، لقوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا} [التوبة:٢٨] فلو لم يجز أن يدخل المشرك المسجد لما ربط النبي صلى الله عليه وسلم ثمامة بالسارية.

وفي الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم خنق الشيطان، وخنْق الشيطان عمل في الصلاة.

وفيه أيضاً: أنه خنقه صلى الله عليه وسلم حتى وجد برد لعابه على يده، كما في رواية أخرى: (حتى وجدت برد لعابه على يدي)، وهم النبي عليه الصلاة والسلام أن يربطه بالسارية حتى يصبح الناس فينظرون إليه، فتذكر قول سليمان عليه السلام: {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} [ص:٣٥].

وفي الحديث: عدم جواز تسخير الجن إلا لسليمان عليه السلام؛ لأن البعض يقول: أنا أسخّر الجن في علاج المرضى، أنا أستعين بالجن المسلم، هل هذا يجوز؟ لا.

{رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [ص:٣٥].

ولفظ فذعته كقول ربنا عز وجل: {يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا} [الطور:١٣]، ومعنى يُدعّون: يُدفعون، ولذلك هذه الكلمة معناها خنقته.

<<  <  ج: ص:  >  >>