للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:

الرد على عبد الصبور شاهين في دعواه أن لآدم أباً وأماً وأن عيسى رفع بروحه

السؤال

هناك برنامج على الفضائيات جاء فيه الدكتور: عبد الصبور شاهين وقال فيه عن مسألة خلق آدم: إن الله خلق بشراً في بادئ الأمر، ثم اصطفى من هؤلاء البشر آدم، فآدم خلق من أب وأم؟

الجواب

عاد مرة أخرى إلى ما ألف، هذا الكلام قديم.

ثم قال: إن آدم خلق من أب وأم.

وأيضاً قال: إن حواء لم تخلق من ضلع آدم، وأن عيسى رفع رفع منزلة لمدة خمسة وثلاثين سنة وهو لم يرفع بجسده ولا بروحه؟ الجواب: هذا الكلام في الحقيقة مردود عليه بأدلة دامغة، وقد أصدر الدكتور حفظه الله كتاباً في هذا الموضوع يسمى كتاب: أبي آدم.

مؤلفه الدكتور: عبد الصبور، وقد حاجه الدكتور المطعني ورد عليه بكتاب يفند فيه تلك الآراء ويبطلها، وحسب علمي: أن علماء دار العلوم قاطبة قد أعدوا للدكتور أدلة دامغة، وكان منهم الدكتور البلتاتي رحمه الله الذي مات منذ شهر أو شهرين أو أقل، والدكتور عبد الحميد مدكور وعلماء السلف في دار العلوم أعدوا الأدلة الدامغة، وهذا ينكر صريح نص القرآن، ربنا عز وجل يقول عن آدم عليه السلام: {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنسَانِ مِنْ طِينٍ} [السجدة:٧]، ويقول: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} [الحجر:٢٩]، ويقول في قضية خلق آدم: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [آل عمران:٥٩]، هذه الآيات وغيرها الكثير والكثير.

ولا أجد من السلف من قال بهذا القول وليس من سلف الأمة من قال بهذا القول، فلماذا هذا الإبداع والابتداع، والمخالفة لجمهور المفسرين، مَن مِن المفسرين قال هذا؟ هل الطبري؟ هل ابن كثير؟ هل الشاطبي؟ هل القاسمي؟ مَن مِن مفسري السلف قال بهذا القول حتى نقول بقوله، الدكتور ليس له سلف في هذا القول، ولا بد أن يتراجع عن قوله؛ لأننا نحب له الخير، وكم وكم وكم من هذه الأقوال.

فأقول: الكتاب طبع وبيع ونفذ، ما الفائدة أن نعاود هذا الكلام على القناة الفضائية؟ ما الفائدة أن نطعن في علم السلف ونقول: إن حواء لم تخلق من ضلع آدم، والقرآن يقول: {اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ} [النساء:١].

عموماً القضية طرحت للمناقشة، وسآتي بالكتابين معاً في محاضرة قريبة، كتاب الدكتور عبد الصبور وكتاب الدكتور عبد العظيم المطعني لأبين فيه الحجج.

والكتاب الثاني على ما أذكر يحمل هذا الاسم: آدم بين الخيال الفاضح والهوى المتبع للدكتور المطعني، والكتابان موجدان عندي وسأحضرهما، وليس الدكتور المطعني فقط هو الذي رد، وإنما الردود من دول عربية شقيقة، وتوجد كتب أخرى سأصطحبها معي ثم أذكر أدلة الدكتور شاهين الواهية التي لا تستقيم مع كتاب ولا سنة، ثم الردود على هذا حتى يعلم الجميع أن آدم هو أبو البشر، وأن آدم خلق من طين الأرض، وليس له أب وليس له أم.

وأن وفد نجران الذي جاء من اليمن يجادل في قضية خلق عيسى، أنزل الله سبحانه وتعالى رداً عليهم في سورة آل عمران: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [آل عمران:٥٩]، فضلاً عن الأحاديث الصحيحة التي ثبت عن نبينا صلى الله عليه وسلم، لكن الدكتور على ما يبدو لا يقر بأحاديث الآحاد في شأن العقيدة؛ لأن البخاري ومسلم وكتب السنة فيها من الأحاديث ما يبين أن آدم خلق من تراب، لكن ثبت الأول قضية عنده وهي أن خبر الآحاد لا يمكن أن تستقى منه عقيدة، وهذا الكلام الباطل الذي رد عليه علماء السلف: أن خبر الآحاد يمكن أن ينشئ منه اعتقاد، وللحديث بقية في هذا الأمر إن شاء الله تعالى.

أما قضية رفع عيسى فسبقك بها يا دكتور الذي قال: إن عيسى لم يرفع، ورد عليه الدكتور: محمد خليل هراس في كتابه: فصل المقال في رفع عيسى عليه السلام وقتله للدجال، لعل الذي سبق بهذا القول الدكتور: محمود شلتوت رحمه الله هو الذي قال بعدم الرفع، وأنه رفع منزلة، أو رفع بروحه ولم يرفع بجسده، هذا الكلام رده الدكتور هراس وأتى بأكثر من عشرة أدلة من القرآن والسنة على أنه رفع بالروح والجسد، وربنا يقول: {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ} [الزخرف:٦١]، وقول جمهور المفسرين: {يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} [آل عمران:٥٥]، ولم يقل: و

<<  <  ج: ص: