والعجيب الآن أن الأم تُعامل معاملة الأمة المملوكة، فالشاب بعد أن يتزوج لا يريد أن يتعرف على أمه، فإن أراد أن يزورها فلا بد أن يأخذ تصريحاً مكتوباً من الزوجة المحترمة: هل تسمحين لي بزيارة أمي؟ فإن أذنت فالحمد لله، وإن لم تأذن فلا يستطيع أن يخالف كلام سيدته وحاكمته، نسأل الله العافية.
(أمك ثم أمك ثم أمك)، معظم المشاكل العائلية تأتي من الزوجة، لماذا؟ تقول لزوجها: أمي أمي! يكفي، فهي تريد أن يتنصل الزوج ويتبرأ منها، وألا يعرف لها طريقاً، ولو أن هذه البنت تربت تربية إسلامية؛ لعلمت أن الأم لها قدر كبير في الشريعة، حتى ولو تجاوزت الحد، فربنا سبحانه يقول:{فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً}[الإسراء:٢٣ - ٢٤].
ستأتيني أصوات نسائية تقول: أعاملها بإحسان وهي تسيء إليَّ تتدخل في شئون بيتي تدفع علي الزوج.
أقول: حتى وإن فعلت ذلك: {وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ}[فصلت:٣٤]، ويستحيل أن يكون بين الأم وولدها عداوة.
لو أتيت البيت بكيلوين من التين فأخذت لها نصف كيلو، ثم أعطيتها وقلت لها: يا أمي! تذكرتك بهذا النصف، فلو قالت: أتيتني بنصف فقط، فاصبر على ذلك.
وفي المرة الثانية أتيتها وقلت: يا أمي تذكرتك بهدية جيدة وأنا أشتري لأولادي، لا يمكن أن يكون قلبها حجراً، مرة ثم مرة ثم مرة فستدعو لك وسترضى عنك؛ فلا يجوز أبداً يا عبد الله ما نفعله الآن بأمهاتنا.