التي إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد:
فقد اعتنى علماء الإسلام - رحمهم الله تعالى - بكتاب الله عز وجل عناية كبيرة، ومن ذلك تفسير ألفاظه وبيان معانيه، واستنباط الأحكام والفوائد من آياته.
ومن هؤلاء العلماء فضيلة شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته - حيث عقد دروسًا كثيرة لتفسير القرآن الكريم خلال فترات طويلة من جلوسه للتدريس.
ورغبة في نشر هذا العلم الذي يتعلق بتفسير كلام رب العالمين جل وعلا. وافق الشيخ المؤلف - رحمه الله تعالى - على تفريغ الأشرطة التي تحتوي على التفسير فقام أحد طلابه «خالد بن حامد بن خليل» - جزاه الله خيرا - بنسخ أشرطة التفسير لسورتي الفاتحة والبقرة ومراجعة الشيخ فيما تم نسخه وقراءته عليه حتى تم اعتماده من الشيخ - رحمه الله -، ثم خرّج أحاديثه وتولت اللجنة العلمية مراجعته للطباعة والنشر.