يحفظك من الله؛ ولا أحد ينصرك من دونه ــ حتى لو كثر الجنود عندك؛ ولو كثرت الشُرَط؛ ولو اشتدت القوة ــ؛ لأن النصر والولاية تكون بالهداية باتباع هدى الله عزّ وجلّ، كما قال تعالى:{الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون}[الأنعام: ٨٢] فالأمن إنما يكون بالإيمان، وعدم الظلم.
١٤ ــ ومنها: أنه يجب تعلق القلب بالله خوفاً، ورجاءً؛ لأنك متى علمت أنه ليس لك وليّ، ولا نصير فلا تتعلق إلا بالله؛ فلا تعلق قلبك أيها المسلم إلا بربك.
{١٢١} قوله تعالى: {الذين آتيناهم الكتاب} مبتدأ؛ وجملة؛ {يتلونه حق تلاوته} قيل: إنها خبر المبتدأ؛ وعلى هذا فتكون الجملة الثانية:{أولئك يؤمنون به} استئنافية؛ وقيل: إن قوله تعالى: {يتلونه حق تلاوته} جملة حالية، وأن جملة:{أولئك يؤمنون به} خبر المبتدأ؛ والأقرب الإعراب الثاني؛ لأن الكلام هنا عن الإيمان بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم: لا يؤمنون به إلا من يتلو الكتاب حق تلاوته سواء التوراة، أو الإنجيل، أو القرآن؛ وعلى هذا فقيد الذي آتيناه الكتاب بكونهم يتلونه حق التلاوة