{١٠٩} قوله تعالى: {ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً}؛ {ود} بمعنى أحب؛ بل إن "الود" خالص المحبة؛ والمعنى: أن كثيراً من أهل الكتاب يودون بكل قلوبهم أن يردوكم كفاراً؛ أي يرجعوكم كفاراً؛ وعلى هذا فـ {يردونكم} تنصب مفعولين؛ الأول: الكاف في {يردونكم}؛ والثاني:{كفاراً}؛ و {أهل الكتاب} هم اليهود، والنصارى؛ والمراد بـ {الكتاب} التوراة، والإنجيل؛ و {لو} هنا مصدرية؛ وضابطها أن تقع بعد "ود" ونحوها؛ و {من بعد إيمانكم} أي من بعد أن ثبت الإيمان في قلوبكم ..
قوله تعالى:{حسداً} مفعول لأجله عامله: {ود}؛ أي ودوا من أجل الحسد؛ يعني هذا الود لا لشيء سوى الحسد؛ لأن ما أنتم عليه نعمة عظيمة؛ وهؤلاء الكفار أعداء؛ والعدو يحسد عدوه على ما حصل له من نعمة الله؛ و "الحسد" تمني زوال نعمة الله على الغير سواء تمنى أن تكون له، أو لغيره، أو لا لأحد؛ فمن تمنى ذلك فهو الحاسد؛ وقيل:"الحسد" كراهة نعمة الله على الغير ..
قوله تعالى:{من عند أنفسهم} أي هذه المودة التي يودونها ليست لله، ولا من الله؛ ولكن من عند أنفسهم ..