المعنى: بعضهم كذا؛ وبعضهم كذا؛ وهذا من باب التقسيم؛ يعني: ينقسم الناس في أداء العبادة لا سيما الحج إلى قسمين.
قوله تعالى:{من يقول ربنا آتنا في الدنيا} أي أعطنا في الدنيا؛ والمفعول محذوف؛ والتقدير: آتنا نصيبنا في الدنيا، بحيث لا يسأل إلا ما يكون في ترف دنياه فقط؛ ولا يسأل ما يتعلق بالدين؛ وربما يكون قوله تعالى:{ربنا آتنا في الدنيا} شاملاً للقول باللسان، والقول بالحال ــ أي قد يقول صراحة -: ربنا آتنا في الدنيا مثلاً سكناً جميلاً؛ سيارة جميلة؛ وما أشبه ذلك؛ وربما يقوله بلسان الحال لا بلسان المقال؛ لأنه إذا دعا في أمور الدنيا أحضر قلبه، وأظهر فقره؛ وإذا دعا بأمور الآخرة لم يكن على هذه الحال.
قوله تعالى:{وما له في الآخرة من خلاق}؛ {ما} نافية؛ و {مِن خلاق} مبتدأ؛ وخبره الجار والمجرور:{له}؛ ودخلت {مِن} على المبتدأ من أجل توكيد العموم؛ لأن {خلاق} نكرة في سياق النفي تفيد العموم؛ فإذا دخلت عليها {مِن} كان ذلك تأكيداً للعموم؛ و «الخلاق» بمعنى النصيب؛ يعني ما له في الآخرة من نصيب؛ لأنه لا يريد إلا الدنيا؛ فلا نصيب له في الآخرة مما دعا به؛ وقد يكون له نصيب من أعمال أخرى.
{٢٠١} قوله تعالى: {ومنهم} أي ومن الناس.
قوله تعالى:{من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة}؛ {حسنة}: مفعول «آتِ» الثاني؛ وأما {حسنة} الثانية فهي معطوفة على الأولى؛ يعني من الناس من تكون همته عليا يريد الخير في الدنيا، والآخرة؛ يقول: ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة