للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والمعنى: ما ثوابكم على عملكم هذا إلا خزي في الحياة الدنيا؛ و "الخزي" معناه الذلّ ..

قوله تعالى: {ويوم القيامة} أي يوم البعث؛ وسمي بذلك؛ لأن الناس يقومون فيه من قبورهم لرب العالمين؛ ولأنه يقوم فيه الأشهاد؛ ولأنه يقام فيه العدل؛ و {يوم القيامة} ظرف متعلق بـ {يردون} أي يرجعون من ذلّ الدنيا، وخزيها؛ {إلى أشد العذاب} أي أعظمه؛ و {العذاب}: العقوبة ..

قوله تعالى: {وما الله بغافل}: هذه صفة سلبية. أي نفى الله سبحانه وتعالى عن نفسه صفة الغفلة؛ وذلك لكمال علمه، ومراقبته؛ و {عما تعملون}: بالتاء؛ وفيها قراءة: {يعملون}: بالياء ..

. {٨٦} قوله تعالى: {أولئك}: المشار إليه هؤلاء اليهود الذين نقضوا العهد؛ {اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة} أي اختاروا الدنيا على الآخرة؛ فالآخرة عندهم مزهود فيها مبيعة؛ والدنيا مرغوب فيها مشتراة؛ ووصفت هذه الحياة بالدنيا لدنوها زمناً. لأنها سابقة على الآخرة؛ ولدنوها منْزلة. لأنها دون الآخرة؛ وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لموضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها (١) " ..

وقوله تعالى: {بالآخرة}: الباء هنا للبدل؛ وهي تدخل دائماً على الثمن، كقولهم: "اشتريت الثوب بدينار": فالدينار هو الثمن؛ ويقال: "اشتريت الدينار بثوب": فالثوب هو الثمن ..

قوله تعالى: {فلا يخفف عنهم العذاب} أي لا يهوَّن عنهم


(١) سبق تخريجه ص ٢٥٨.