للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم} [البقرة: ٦]؛ ومثال المنقطعة: قوله تعالى: {أم تأمرهم أحلامهم بهذا أم هم قوم طاغون} [الطور: ٣٢] أي بل هم قوم طاغون؛ أما في هذه الآية التي نحن بصددها فيحتمل أنها منقطعة؛ وعلى هذا فيكون معناها: بل تقولون على الله ما لا تعلمون؛ ويحتمل أنها متصلة، فيكون معناها: هل أنتم اتخذتم عند الله عهداً فادعيتموه، أو أنكم تقولون على الله ما لا تعلمون؟! وعلى كلا الاحتمالين فهم يقولون على الله ما لا يعلمون؛ إذاً إذا لم يكن عندهم من الله عهد، وقد قالوا على الله ما لا يعلمون، فتكون دعواهم هذه باطلة ..

. {٨١} قوله تعالى مبيناً من الذي تمسه النار، ومن الذي لا تمسه: {بلى من كسب سيئة}: قال المفسرون: {بلى} هنا بمعنى "بل"؛ فهي للإضراب الانتقالي؛ ويحتمل أن تكون للإضراب الإبطالي. أي لإبطال قولهم: {لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة}؛ و {مَنْ} يحتمل أن تكون اسم شرط؛ وجوابه: {فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون}؛ ويحتمل أن تكون موصولة بمعنى الذي؛ وهي مبتدأ، وخبره: {فأولئك أصحاب النار}، وقرن بالفاء لمشابهة الاسم الموصول الاسم الشرط في العموم؛ والاحتمال الأول أولى؛ و "الكسب" معناها: حصول الشيء نتيجة لعمل؛ و {سيئة} من ساء يسوء؛ والمراد الأعمال السيئة ..

قوله تعالى: {وأحاطت به خطيئته}: "الإحاطة" في اللغة: الشمول؛ و {أحاطت} أي صارت كالحائط عليه، وكالسور. أي اكتنفته من كل جانب؛ وفي قوله تعالى: {خطيئته} قراءتان: الإفراد، والجمع؛ والإفراد بمعنى الجمع؛ لأنه مفرد مضاف