فالحاصل أننا نقول إن القتال فرض كفاية؛ ويتعين في مواضع؛ وهذا الفرض ــ كغيره من المفروضات ــ من شرطه القدرة؛ أما مع العجز فلا يجب؛ لكن يجب أن يكون العزم معقوداً على أنه إذا حصلت القوة جاهدنا في سبيل الله؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:«من مات ولم يغز، ولم يحدث به نفسه، مات على شعبة من النفاق»(١).
٩ ــ ومن فوائد الآية: إثبات العدل لله عز وجل؛ لقوله تعالى:{كذلك جزاء الكافرين}؛ والجزاء من جنس العمل.
{١٩٢} قوله تعالى: {فإن انتهوا} أي كفوا عن قتالكم؛ ويحتمل أن يكون المراد: كفوا عن قتالكم، وعن كفرهم؛ فعلى الأول يكون المراد بقوله تعالى:{فإن الله غفور رحيم} طلب مغفرة المسلمين لهم بالكف عنهم؛ وعلى الثاني يكون المراد أن الله غفر لهم؛ لقوله تعالى:{قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف}[الأنفال: ٣٨].
الفوائد:
١ ــ من فوائد الآية: تمام عدل الله سبحانه وتعالى، حيث
(١) أخرجه مسلم ص ١٠١٩، كتاب الإمارة، باب ٤٧ ذم من مات ولم يغز ... ، حديث رقم ٤٩٣١ [١٥٨] ١٩١٠.