للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٧ ومنها: إفحام الخصم بإقامة الحجة عليه من فعله؛ ووجه ذلك أن الله أقام على اليهود الحجة على فعلهم؛ لأنهم قالوا: نؤمن بما أنزل علينا وهم قد قتلوا أنبياء الله الذين جاءوا بالكتاب إليهم؛ فإن قولهم: {نؤمن بما أنزل علينا} ليس بحق؛ لأنه لو كانوا مؤمنين حقيقة ما قتلوا الأنبياء؛ ولهذا قال تعالى: (قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين).

القرآن

(وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ) (البقرة: ٩٢)

التفسير:

. {٩٢} قوله تعالى: {ولقد جاءكم موسى}: الجملة مؤكدة بثلاثة مؤكدات: القسم المقدر، واللام الموطئة للقسم. وهي للتوكيد؛ و "قد" وهي هنا للتحقيق؛ لأنها دخلت على الماضي؛ و {جاءكم}: الخطاب لليهود؛ والدليل على أنه لليهود قوله تعالى: {موسى}؛ لأن موسى نبيهم؛ وهنا خاطبهم باعتبار الجنس لا باعتبار الشخص؛ إذ إن موسى لم يأت هؤلاء الذين كانوا في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم لكنه أتى بني إسرائيل الذين هؤلاء منهم ..

قوله تعالى: {بالبينات}: الباء للمصاحبة، أو للتعدية؛ يعني: جاءكم مصحوباً بالبينات؛ أو أن البينات هي التي جيء بها، فتكون للتعدية؛ و "البينات" صفة لموصوف محذوف؛ والتقدير: بالآيات البينات. أي بالعلامات الدالة على رسالته؛