{١٧٧} قوله تعالى: {ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب}: في هذه الآية قراءتان: {ليس البِرَّ} بفتح الراء؛ و {ليس البِرُّ} بضم الراء؛ فأما على قراءة الرفع فإن {البرُّ} تكون اسم {ليس}، و {أن تولوا} خبرها؛ وأما على قراءة النصب فتكون {البرَّ} خبر {ليس}، و {أن تولوا} اسمها مؤخراً؛ يعني تقدير الكلام على الأول: ليس البرُّ توليتَكم وجوهكم؛ والتقدير على الثاني: ليس البرَّ توليتُكم ــ بالرفع.
و «البر» في الأصل الخير الكثير؛ ومنه سمي «البَرّ» لسعته، واتساعه؛ ومنه «البَرّ» اسم من أسماء الله، كما قال تعالى:{إنّا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم}[الطور: ٢٨]؛ ومعنى الآية: ليس الخير، أو كثرة الخير، والبركة أن يولي الإنسان