وقد بيَّن الله تعالى لنا أوصاف جبريل، الذي نزل بالقرآن من عنده، وتدل على عظم القرآن، وعنايته تعالى به؛ فإنه لا يرسل من كان عظيماً إلا بالأمور العظيمة
[٢ - أول ما نزل من القرآن]
أول ما نزل من القرآن على وجه الإِطلاق قطعاً الآيات الخمس الأولى من سورة العلق، وهي قوله تعالى:(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)(العلق: ١) خَلَقَ الْأِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ) (العلق: ٢) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ) (العلق: ٣) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ) (العلق: ٤)(عَلَّمَ الْأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)(العلق: ٥) ثم فتر الوحي مدة، ثم نزلت الآياتُ الخمسُ الأولى من سورة المدثر، وهي قوله تعالى:(يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ)(المدثر: ١)(قُمْ فَأَنْذِرْ)(وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ)(المدثر: ٣)(وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ)(المدثر: ٤)(وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ)(المدثر: ٥) ففي "الصحيحين": "صحيح البخاري ومسلم"(١) عن عائشة رضي الله عنها في بدء الوحي قالت: حتى جاءه الحقُّ، وهو في غار حراء، فجاءه المَلَكُ فقال: اقرأ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما أنا
(١) أخرجه البخاري، كتاب بدء الوحي، باب ١: كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ... ، أصول في التفسير، حديث رقم ٣؛ ومسلم، كتاب الإيمان، باب ٧٣: بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، حديث رقم ٤٠٣ [٢٥٢] ١٦٠.