للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيها: {إنما المؤمنون إخوة} [الحجرات: ١٠]؛ هذه تدخل جميع المؤمنين ــ ولو من غير العرب ــ؛ وتخرج من ليس بمؤمن ــ ولو كان عربياً ــ؛ فهذا إبراهيم عليه السلام قال الله عز وجل عنه: {وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم} [التوبة: ١١٤]؛ وقد حثنا الله عز وجل على التأسي بإبراهيم عليه السلام، حيث قال سبحانه وتعالى: {قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده} [الممتحنة: ٤]، ولما قال نوح عليه السلام: {رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق} [هود: ٤٥] قال الله عز وجل له: {إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح} [هود: ٤٥]؛ فكون الناس انجرفوا في هذه الدعوى الباطلة ــ دعوى القومية ــ هو داخل في هذه الآية: أنهم كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاءً ونداءً.

القرآن

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) (البقرة: ١٧٢)

التفسير:

{١٧٢} قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا} سبق الكلام على ذكر فوائد تصدير الخطاب بالنداء، وبوصف الإيمان