وقوله تعالى:{سيئة}، و {خطيئته}: قيل: بمعنى واحد، وأن السيئة امتدت حتى أحاطت به؛ وقيل: إن المراد بالسيئة: الكفر؛ والخطيئة: ما دونه؛ وهذا هو المعروف عند المفسرين ..
قوله تعالى:{فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون}: المشار إليه ما سبق؛ و {أصحاب} جمع صاحب. أي أهل النار؛ وسموا أصحاباً لها لملازمتهم إياها. والعياذ بالله؛ و {خالدون} أي ماكثون؛ فالخلود بمعنى المكث، والدوام؛ ومنه قوله تعالى:{ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود}[ق: ٣٤] ..
. {٨٢} قوله تعالى: {والذين آمنوا وعملوا الصالحات}: مبتدأ؛ خبره: قوله تعالى: {أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون}؛ لما ذكر الله عزّ وجلّ مصير الكافرين ذكر بعده مصير المؤمنين ليكون العبد سائراً إلى الله سبحانه وتعالى بين الخوف والرجاء؛ وقد وصف الله تعالى القرآن بأنه مثاني. أي تُثَنَّى فيه المعاني، والأحوال ..
وقوله تعالى:{والذين آمنوا} أي صدقوا بما يجب الإيمان به مع القبول، والإذعان؛ فلا يكون الإيمان مجرد تصديق؛ بل لا بد من قبول للشيء، واعتراف به، ثم إذعان، وتسليم لما يقتضيه ذلك الإيمان.
وقوله تعالى:{وعملوا الصالحات} أي عملوا الأعمال الصالحات؛ والعمل يصدق على القول، والفعل؛ وليس العمل مقابل القول؛ بل الذي يقابل القول: الفعل؛ وإلا فالقول، والفعل كلاهما عمل؛ لأن القول عمل اللسان، والفعل عمل الجوارح ..