للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٤ ــ ومنها: أنه ليس بين أمر الله بالتكوين، وتكونه تراخٍ؛ بل يكون على الفورية؛ وذلك لقوله تعالى: {فيكون}: بالفاء؛ والفاء تدل على الترتيب، والتعقيب.

القرآن

( وَقَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآياتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) (البقرة: ١١٨)

التفسير:

{١١٨} قوله تعالى: {وقال الذين لا يعلمون} أي ليسوا من ذوي العلم {لولا يكلمنا الله} أي هلاّ يكلمنا الله بتصديق الرسل {أو تأتينا آية} أي علامة على صدقهم؛ وهذا منهم على سبيل التعنت والعناد؛ فالتعنت قولهم: {لولا يكلمنا الله}؛ والعناد قولهم: {أو تأتينا آية}؛ لأن الرسل أتوا بالآيات التي يؤمن على مثلها البشر؛ وأعظمها القرآن الكريم الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم؛ وقد تحداهم الله أن يأتوا بمثله، فعجزوا.

قوله تعالى: {كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم}؛ أي مثلَ هذا القول قال الذين من قبلهم؛ وعلى هذا يكون {مثل قولهم} توكيداً لقوله تعالى: {كذلك}؛ أي مثل هذا القول الذي اقترحوه قد اقترحه من قبلهم: قوم موسى قالوا: {لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة} [البقرة: ٥٥]؛ فهذا دأب المكذبين للرسل ينكرون، ويقترحون؛ وقد أُتوا من الآيات بأعظم مما اقترحوه.