للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قوله تعالى: {تشابهت قلوبهم}: الأولون، والآخرون قلوبهم متشابهة في رد الحق، والعناد، والتعنت، والجحود؛ من أول ما بعثت الرسل إلى خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم ــ بل وإلى يوم القيامة ــ فقلوب أهل الكفر، والعناد متشابهة؛ إنما يختلف الأسلوب؛ قد يقترح هؤلاء شيئاً؛ وهؤلاء شيئاً آخر؛ لكن الكلام على جنس الاقتراح، وعدم قبولهم للحق.

قوله تعالى: {قد بينا} أي أظهرنا؛ لأن «بان» بمعنى ظهر؛ و «بيَّن» بمعنى أظهر؛ و {الآيات} جمع آية؛ وهي العلامة المعيِّنة لمدلولها؛ فكل علامة تعين مدلولها تسمى آية؛ فآيات الله هي العلامات الدالة عليه.

قوله تعالى: {لقوم يوقنون} متعلقة بقوله تعالى: {بينا}؛ و «الإيقان» هو العلم الذي لا يخالجه شك.

الفوائد:

١ ــ من فوائد الآية: أن أهل الباطل يجادلون بالباطل؛ لأن طلبهم الآيات التي يعينونها ما هو إلا تعنت واستكبار؛ ففي الآيات التي جاءت بها الرسل ما يؤمن على مثلها البشر؛ ثم إنهم لو جاءت الآيات على ما اقترحوا لم يؤمنوا إذا حقت عليهم كلمة ربهم؛ لقوله تعالى: {إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون * ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم} [يونس: ٩٦، ٩٧].

٢ ــ ومنها: وصف من لم يَنقَدْ للحق بالجهل؛ لقوله تعالى: {وقال الذين لا يعلمون}؛ فكل إنسان يكابر الحق، وينابذه فإنه أجهل الناس.