ولذلك قسَّم العلماء رحمهم الله تعالى القرآن إلى قسمين: مكي ومدني:
فالمكي: ما نَزَلَ على النبي صلى الله عليه وسلم قبل هجرته إلى المدينة
والمدني: ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم بعد هجرته إلى المدينة
وعلى هذا فقوله تعالى:(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً)(المائدة: الآية ٣) من القسم المدني وإن كانت قد نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع بعرفة، ففي "صحيح البخاري"(١) عن عمر رضي الله عنه أنه قال: قد عرفنا ذلك اليوم، والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم، نزلت وهو قائم بعرفة يوم جمعة
[ويتميز القسم المكي عن المدني من حيث الأسلوب والموضوع]
[أ - أما من حيث الأسلوب فهو]
١ - الغالب في المكي قوة الأسلوب، وشدة الخطاب؛ لأن غالب المخاطبين مُعرِضون مستكبرون، ولا يليق بهم إلا ذلك، اقرأ سورتي المدثر، والقمر
أما المدني: فالغالب في أسلوبه اللين، وسهولة الخطاب، لأن غالب المخاطبين مقبلون منقادون، اقرأ سورة المائدة
٢ - الغالب في المكي قصر الآيات، وقوة المحاجة؛ لأن غالب المخاطبين معاندون مشاقون؛ فخوطبوا بما تقتضيه حالهم، اقرأ سورة الطور
(١) أخرجه البخاري، كتاب الإيمان، باب زيادة الإيمان ونقصانه. حديث رقم (٤٥)، ومسلم، كتاب التفسير، باب في تفسير آيات متفرقة. حديث رقم (٣٠١٥).