. ١ من فوائد الآية: أن الإنسان إذا لم يكن له إقبال على الحق، وكان قلبه مريضاً فإنه يعاقب بزيادة المرض؛ لقوله تعالى:{في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً}؛ وهذا المرض الذي في قلوب المنافقين: شبهات، وشهوات؛ فمنهم من علم الحق، لكن لم يُرِده؛ ومنهم من اشتبه عليه؛ وقد قال الله تعالى في سورة النساء:{إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفراً لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلًا}[النساء: ١٣٧]، وقال تعالى في سورة المنافقين:{ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون}[المنافقون: ٣] ..
. ٢ ومن فوائد الآية: أن أسباب إضلال اللَّهِ العبدَ هو من العبد؛ لقوله تعالى:{في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً}؛ ومثل ذلك قوله تعالى:{فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم}[الصف: ٥]، وقوله تعالى:{ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة}[الأنعام: ١١٠]، وقوله تعالى:{فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم}[المائدة: ٤٩] ...
٣ ومنها: أن المعاصي والفسوق، تزيد وتنقص، كما أن الإيمان يزيد وينقص؛ لقوله تعالى:{فزادهم الله مرضاً}؛ والزيادة لا تُعقل إلا في مقابلة النقص؛ فكما أن الإيمان يزيد وينقص، كذلك الفسق يزيد، وينقص؛ والمرض يزيد، وينقص ..