يحسن التصرف؛ {أو ضعيفاً}؛ الضعف هنا ضعف الجسم، وضعف العقل؛ وضعف الجسم لصغره؛ وضعف العقل لجنونه؛ كأن يكون الذي عليه الحق صغيراً لم يبلغ؛ أو كان كبيراً لكنه مجنون، أو معتوه؛ فهذا لا يملل؛ وإنما يملل وليه؛ {أو لا يستطيع أن يمل هو} أي لا يقدر أن يملي لخرس، أو غيره؛ وقوله تعالى:{أن يمل} مؤولة بمصدر على أنه مفعول به؛ والضمير:{هو} للتوكيد؛ وليست هي الفاعل؛ بل الفاعل مستتر في {يمل}.
قوله تعالى:{فليملل}: اللام هنا لام الأمر؛ وسكنت لوقوعها بعد الفاء؛ {وليه} أي الذي يتولى شؤونه من أب، أو جد، أو أخ، أو أم، أو غيرهم.
قوله تعالى:{بالعدل} متعلق بقوله تعالى: {فليملل} يعني إملاءً بالعدل بحيث لا يجور على من له الحق لمحاباة قريبه، ولا يجور على قريبه خوفاً من صاحب الحق؛ بل يجب أن يكون إملاؤه بالعدل؛ و «العدل» هنا هو الصدق المطابق للواقع؛ فلا يزيد، ولا ينقص.
قوله تعالى:{واستشهدوا شهيدين من رجالكم}، أي اطلبوا شهيدين من رجالكم.
وقوله تعالى:{من رجالكم} الخطاب للمؤمنين.
قوله تعالى:{فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان}، أي إن لم يكن الشاهدان رجلين فرجل وامرأتان؛ وهذا يدل على التخيير مع ترجيح الرجلين على الرجل والمرأتين.