٣ ومن فوائد الآية: منّة الله عزّ وجلّ على آدم، وحواء حيث أسكنهما الجنة ..
. ٤ ومنها: أن النكاح سنة قديمة منذ خلق الله آدم، وبقيت في بنيه من الرسل، والأنبياء، ومن دونهم، كما قوله تعالى:{ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذرية}(الرعد: ٣٨)
فإن قال قائل: زوجته بنت من؟ ..
فالجواب: أنها خلقت من ضلعه ..
فإن قال: إذاً تكون بنتاً له، فكيف يتزوج ابنته؟ ..
فالجواب: أن لله تعالى أن يحكم بما شاء؛ فكما أباح أن يتزوج الأخ أخته من بني آدم الأولين؛ فكذلك أباح أن يتزوج آدم من خلقها الله من ضلعه ..
. ٥ ومن فوائد الآية: أن الأمر يأتي للإباحة؛ لقوله تعالى:{وكُلا منها}؛ فإن هذه للإباحة بدليل قوله تعالى:{حيث شئتما}: خيَّرهما أن يأكلا من أيّ مكان؛ ولا شك أن الأمر يأتي للإباحة؛ ولكن الأصل فيه أنه للطلب حتى يقوم دليل أنه للإباحة ..
. ٦ ومنها: أن ظاهر النص أن ثمار الجنة ليس له وقت محدود؛ بل هو موجود في كل وقت؛ لقوله تعالى:{حيث شئتما}؛ فالتعميم في المكان يقتضي التعميم في الزمان؛ وقد قال الله تعالى في فاكهة الجنة:{وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة}(الواقعة: ٣٢، ٣٣).
٧ ومنها: أن الله تعالى قد يمتحن العبد، فينهاه عن شيء قد تتعلق به نفسه؛ لقوله تعالى:{ولا تقربا هذه الشجرة}؛ ووجه ذلك أنه لولا أن النفس تتعلق بها ما احتيج إلى النهي عن قربانها ..