والصَّغار فإنهم ليسوا أفضل العالمين؛ بل منهم القردة، والخنازير؛ وهم أذل عباد الله لقوله تعالى:{ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباؤوا بغضب من الله}[آل عمران: ١١٢]، وقوله تعالى:{لا يقاتلونكم جميعاً إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون}[الحشر: ١٤] ..
ويدل لذلك. أي أن المراد بقوله تعالى.: {فضلتكم على العالمين} أي في وقتكم، أو فيمن سبقكم: قوله تعالى في هذه الأمة أمة محمد صلى الله عليه وسلم: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيراً لهم}[آل عمران: ١١٠]؛ فقوله تعالى:{كنتم خير أمة أخرجت للناس} صريح في تفضيلهم على الناس؛ ولهذا قال تعالى:{ولو آمن أهل الكتاب لكان خيراً لهم}؛ وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أننا نوفي سبعين أمة نحن أكرمها، وأفضلها عند الله عزّ وجل (١) ّ. وهذا أمر لا شك فيه.، ولله الحمد ..
. ٤ ومن فوائد الآية: أن الله تعالى إذا فضل أحداً بعلم، أو مال، أو جاه فإن ذلك من النعم العظيمة؛ لقوله تعالى:{وأني فضلتكم على العالمين}: خصها بالذكر لأهميتها ...
٥ ومنها: تفاضل الناس، وأن الناس درجات؛ وهذا أمر
(١) أخرجه أحمد ٥/ ٢، حديث رقم ٢٠٢٦٤؛ وأخرجه الترمذي ص ١٩٥٤، كتاب تفسير القرآن، باب ٣: ومن سورة آل عمران، حديث رقم ٣٠٠١؛ وأخرجه ابن ماجة ص ٢٧٣٧، كتاب الزهد، باب ٣٤: صفة أمة محمد صلى الله عليه وسلم، حديث رقم ٤٢٨٨، وقال الألباني في صحيح الترمذي: حسن ٣/ ٣٢، حديث رقم ٢٣٩٩.