للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ساجدين؛ والمعنى: إذا دخلتم فاسجدوا شكراً لله؛ وعلى هذا فالحال ليست مقارنة لعاملها؛ بل هي متأخرة عنه ..

قوله تعالى: {وقولوا حطة} أي قولوا هذه الكلمة: {حطة} أي احطط عنا ذنوبنا، وأوزارنا؛ فهي بمعنى قولوا: ربنا اغفر لنا؛ والمراد: اطلبوا المغفرة من الله سبحانه وتعالى إذا دخلتم، وسجدتم؛ و {حطة} خبر لمبتدأ محذوف؛ والتقدير: سؤالنا حطة، أو حاجتنا حطة. أي أن تحط عنا ذنوبنا؛ والجملة من المبتدأ، والخبر في محل نصب مقول القول ..

قوله تعالى: {نغفر لكم} بنون مفتوحة، وفاء مكسورة؛ وفي قراءة: {تُغفَر لكم} بتاء مضمومة، وفاء مفتوحة؛ وفي قراءة ثالثة: {يُغفَر} بياء مضمومة وفاء مفتوحة؛ وكلها قراءات صحيحة؛ بأيها قرأت أجزأك ..

وقوله تعالى: {نغفر لكم خطاياكم}: "المغفرة" هي ستر الذنب، والتجاوز عنه؛ ومعناه أن الله ستر ذنبك، ويتجاوز عنك، فلا يعاقبك؛ لأن "المغفرة" مأخوذة من المغفر. وهو ما يوقى به الرأس في الحرب؛ لأنه يستر، ويقي؛ ومن فسر "المغفرة" بمجرد الستر فقد قصَّر؛ لأن الله تعالى إذا خلا بعبده المؤمن يوم القيامة، وقرره بذنوبه قال: "قد سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم" (١) أي اليوم أسترها أيضاً، ثم أتجاوز عنها؛ و {خطاياكم}


(١) أخرجه البخاري ص ١٩٢، كتاب المظالم، باب ٢: قول الله تعالى: (ألا لعنة الله على الظالمين)، حديث رقم ٢٤٤١؛ وأخرجه مسلم ص ١١٥٨، كتاب التوبة، باب ٨: في سعة رحمة الله تعالى على المؤمنين وفداء كل مسلم بكافر من النار، حديث رقم ٧٠١٥ [٥٢] ٢٧٦٨.